Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

جــودت هوشيار يكتب الخطأ القاتل لقادة الأنقلاب العسكري التركي الفاشل

كل إنقلاب عسكري يبدأ بالأستيلاء السريع على البث المركزي للأذاعة والتلفزيون . هذا هو المبدأ التقليدي للأنقلابات العسكرية سواء في تركيا أو غيرها من بلدان الشرق الأوسط والعالم . 

وقد اتبع قادة المحاولة الأنقلابية الأخيرة في تركيا هذا المبدأ ، حيث اقتحمت قواتهم مركز البث التلفزيوني الحكومي في انقرة وأجبروا العاملين فيه على اذاعة بيانهم الأول الذي تضمن خبراعتقال اعضاء الحكومة التركية واعلان منع التجوال في أنحاء البلاد . وقد ارتكب قادة الإنقلاب خطأً فادحاً بعدم قطع الأتصال بشبكة الأنترنيت ونسوا أو تجاهلوا قدرة مواقع التواصل الأجتماعي على حشد الجماهير، حبث ظلت الشبكة تعمل بإنتظام. وكان ذلك أحد العوامل الرئيسية في اخفاق المحاولة الأنقلابية .

 كان إردوغان في هذا الوقت في منتجع مرمرة. واستغل توافر وسيلة الأتصال عبر شبكة الأنترنيت للحديث الى الشعب . وهي مفارقة ملفتتة للنظر ، لأن الرئيس التركي، وجه انتقادات حادة لشبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية خلال المظاهرات المناهضة للحكومة في عام 2013، وهدد  مراراً بقطعها ، ولكنه اضطر هذه المرة إلى استخدامها، بعد ان فقد الأتصال بقادة جيشه الذين أحتجزهم الأنقلابيون. 

ولعبت الشبكات الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع مكبرات الصوت في المساجد، دوراً رئيسياً  في جلب الآلاف من الناس الى الشوارع. اردوغان على خلاف قادة الإنقلاب الفاشل أدرك تماما ومن خلال تجربته المريرة الأخيرة ، كيف يستغل وسائل الاتصال الحديثة لصالحه ، تلك الوسائل التي كان يتهمها بالترويج للأهداف المعادية لتركيا .

في لحظة تأريخية فارقة استطاع أردوغان أن يلقي خطابا موجهاً للأمة عبر خدمة اتصال بالفيديو وظهر على شاشة هاتف محمول ذكي لمذيعة في قناة (سي.إن.إن ترك) والتي رفعت هاتفها أمام الكاميرا في الاستوديو حتى يتسنى للمشاهدين أن يروا إردوغان.

أهاب أردوغان في خطابه بالمواطنين النزول الى الشوارع ، وطلب منهم احتلال الميادين الرئيسية واخراج الأنقلابيين من المطارات ومقاومتهم . وقد استجاب آلاف من أنصاره لهذا النداء وتدفقوا الى شوارع استانبول وأنقرة والمدن التركية الأخرى.
كما طلب اردوغان من قوات الأمن والشرطة الموالية له التصدي الحازم للمحاولة الأنقلابية ، ولكن الجماهير هي التي لعبت الدور الحاسم في إخماد التمرد ، فقد تصدى أنصاره للدبابات بالأحجار التي امطروا بها الجنود المتمردين ،و تمكنوا من ابعادهم عن مطار اتا تورك وميدان تقسيم حيث وقعت مجابهات بين الطرفين.

المواطنون الأتراك أنجزوا ما عجزت عنه قوات الأمن و الشرطة وأفشلوا الأنقلاب العسكري. وربما هذه هي المرة الأولى في تأريخ الأنقلابات العسكرية يستطيع فيها مواطنون عزل من التصدي للدبابات او إخماد تمرد عسكري.وبعد استعادة السيطرة على الوضع وجه اردوغان خطاب شكر الى المواطنين الذين ساندوه في لحظة تأريخية حرجة .

ولا أحد من المراقبين يشك اليوم في الدور المهم الذي لعبته مواقع التواصل الأجتماعي ووسائل الأتصال الحديثة في قمع التمرد المسلح في تركيا.
ومع ذلك، فإنه من غير الواضح ان كان اردوغان سيغير موقفه من الشبكات الاجتماعية في أعقاب هذه الأحداث أو على العكس من ذلك، سيحاول تضييق الخناق عليها . 

وثمة مخاوف حقيقية من اتخاذ أردوغان للمحاولة الأنقلابية ذريعة لتصفية  نشطاء المعارضة في الداخل والخارج . وتجلت هذه المخاوف في مناشدات الرئيس الروسي بوتين والمستشارة الألمانية ميركل ، ووزير الخارجية الأميركية جون كيري بضرورة أتباع الطرق الدستورية في محاسبة قادة الأنقلاب العسكري الفاشل .