أرض كنعان-وكالات/
احتلت "دمية الملثم الفلسطيني" التي ضبطت إسرائيل 4000 قطعة منها في ميناء حيفا وهي في طريقها إلى الضفة يوم أول أمس الأربعاء حيزا في المداولات التي دارت في البرلمان البريطاني. وكانت عضو البرلمان المناهضة لإسرائيل سارة تشامبيون من حزب العمال قد دعت حكومة بلادها إلى إعداد قائمة سوداء تضم شخصيات إسرائيلية مشتبهة بتنفيذ جرائم حرب والتحقيق معهم عند دخولهم إلى الأراضي البريطانية.
وكانت شامبيون قد نشرت قبل أشهر مقالة حول الأوضاع في قطاع غزة تضمن مغالطات، وبعد أن قامت السفارة الإسرائيلية في بريطانيا بمواجهتها عبر صفحتها على تويتر اضطرت لتصحيح ما جاء في مقالتها والاعتراف بأخطائها.
وتمحور النقاش في البرلمان البريطاني حول "اعتقال القاصرين الفلسطينيين من قبل إسرائيل". وكانت السفارة الإسرائيلية قد استعدت مسبقا لهذا النقاش وقدمت الإرشادات لبعض أعضاء البرلمان البريطاني الذين طرحوا خلال المداولات بشكل خاص موضوع "التحريض الفلسطيني".
أما نقطة الذروة في المداولات فكانت عندما عرض عضو البرلمان البريطاني من حزب المحافظين، أندرو بيرسي، الدمية الفلسطينية بدعوى التحريض المتعمد للقاصرين والذي "يتسبب بتأجيج الأجواء لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
وأضاف بيرسي: "تخيلوا لو كانت هذه دمية لداعش ويتم توزيعها في مدارس بريطانيا. تخيلوا حجم العاصفة التي ستقوم. ولكن عندما يقوم الفلسطينيون بذلك فأنتم لا تصرخون، لأن الموضوع هو رهينة لدى ائتلاف من اليسار المتطرف مع معلومات سطحية حول الموضوع، وقلة من اللاساميين الذين يبحثون عن جنوب أفريقيا جديدة".
وعبر عضو البرلمان البريطاني، سيمون دنتشوك بالحديث عن مدى قلقه على القاصرين الفلسطينيين الذين تقوم إسرائيل باعتقالهم وسجنهم. وكانت عضوية دنتشوك قد علقت من حزب العمال في السابق بسبب شبهات حول قيامه باستغلال فتاة قاصر جنسيًا حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
واتهمت سارة شامبيون إسرائيل باستخدام غير المتناسب للقوة ضد الأطفال الفلسطينيين الذين يقومون برشق قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة. ودعت شامبيون حكومة بريطانيا لإعداد قائمة سوداء تضم أسماء سياسيين إسرائيليين وشخصيات أخرى للاشتباه بقيامهم بارتكاب جرائم حرب على خلفية اعتقال الأطفال الفلسطينيين والتحقيق معهم. كما اتهمت شامبيون جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" بـ "إخافة الجماهير واتباع سياسة العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين وذلك بهدف حماية المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
في المقابل، قام أعضاء مؤيدون لإسرائيل في البرلمان البريطاني باتهام السلطة الفلسطينية بتبني التحريض، وادعوا أن شامبيون تقوم بإصدار أحكام غير عادلة ضد إسرائيل من خلال تجاهلها للخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان في دول مثل السعودية. وقال عضو البرلمان جون هاويل إن إسرائيل هي دولة قانون وأن الأطفال الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم يعرضون على قاض، ويحصلون على تمثيل قضائي حسب اختيارهم وأنه يحق لهم تقديم التماس ضد القرارات الصادرة.
وعرض عضو البرلمان أندرو بيرسي الدمية الفلسطينية وقرأ نصا من كتاب مدرسي والذي يتضمن بحسب ادعائه "تحريضا ضد اليهود". وادعى عضو البرلمان إيان أوستين أن التلفزيون الفلسطيني يقوم ببث مقاطع لا سامية خلال برامج الأطفال. وتطرق أوستين إلى أن الكثير من الإسرائيليين أصيبوا نتيجة لرشقهم بالحجارة من قبل الأطفال الفلسطينيين وأن طفلة إسرائيلية كانت قد توفيت متأثرة بجراحها بعد عامين من رشق سيارة عائلتها بالحجارة.