ارض كنعان- غزة / نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جولة إعلامية وسياسية في مدينة برشلونة وجامعة كاستيون وقاعة المؤتمرات بمشاركة عدد من القوى التقدمية في سلسلة ندوات و محاضرات تزامناً مع الذكرى 98 لوعد بلفور المشؤوم، تناولت تاريخ الحركة الصهيونية والدور الاستعماري لبريطانيا في دعم وتأسيس الكيان العنصري الكولنيالي " اسرائيل " على أنقاض الشعب العربي الفلسطيني.
وأكد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق فايز البدوي ان الكيان الصهيوني القائم في فلسطين المحتلة هو كيان استيطاني عنصري ، اوروبي الصنع والمنشأ ، جرى زرع نواته الاولى مع وعد بلفور المشؤوم ، الذي كان ( وعد ما من لا يملك الى من لا يستحق ) وهدية المستعمر الامبريالي للمغتصب العنصري الصهيوني ، مؤكداً على ان الهدف من تاسيس" اسرائيل" في المنطقة لتكون كلب الحراسة للمصالح الامبريالية ، اقيمت في اسيا، وفي قلب الوطن العربي لتحقيق هذا الهدف أولاً.
وشدد ممثل الجبهة الشعبية على ان الشعب الفلسطيني يخوض معركة قاسية ومستمرة منذ قرن من الزمن في مواجهة الامبريالية والصهيونية وادواتهما في المنطقة، مؤكداً على مركزية الدور الكفاحي والتاريخي للاجئيين الفلسطينيين منذ العام 1948 والذين كانوا الحجر الأساس في انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1964 وانشاء منظمة التحرير الفلسطينية، ومشدداً على أن لا حل للصراع في المنطقة إلا بتحقيق العودة الى الأرض والديار التي شردوا منها واستعادة كل الممتلكات المسروقة والتعويض ، و ممارسة الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي في تقرير مصيره فوق ترابه الوطني.
وأشار البدوي ان المنظمات الصهيونية دمرت اكثر من 531 قرية وبلدة فلسطينية عام 48 ، ثم حاولت اخفاء جريمتها من خلال اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه و بارتكاب المزيد من الجرائم والارهاب المنظم فاقترفت عشرات المذابح مثل مجزرة دير ياسين، وغيرها ، ولاحقت اللاجئين الفلسطينيين بمجازر وحروب تواصلت حتى يوم هذا ، من صبرا و شاتيلا ، ووصولا الى ما جرى مؤخرا في قطاع غزة من مجازر دموية عام 2014
وأكد الرفيق البدوي على ان الكيان الصهيوني اقام في فلسطين المحتلة دولة الاستيطان والآبارتهايد العنصرية التي تفوق في دمويتها وعنصريتها اي نظام مجرم عرفه التاريخ البشري. حيث لم تكتفِ " اسرائيل " بسرقة الارض وطرد السكان بل اقامت السجون والمعتقلات و جدار الضم والنهب واسست للارهاب المنظم الذي يقترفه قطعان المستوطنين في الضفة المحتلة يومياً بحق الشعب الفلسطيني وشرعت قوانين تضمن لها سرقة الارض وتغطي جرائم المستوطنين الذين يقومون باقتلاع الشجر وحرق الاطفال وتهجير القرى و العائلات الفلسطينية والاعتداءات على ممتلكات الشعب الفلسطيني وتراثه و مقدساته .
وشددت الجبهة الشعبية على أن الحل التاريخي والعادل للصراع الفلسطيني الصهيوني لا يمكن ان ياتي من خلال التسوية السياسية المطروحة اليوم و التي تأسست على اتفاق أوسلو، ولا بإقامة دولة المعازل والكانتونات، بل من خلال تحقيق العودة واقامة دولة فلسطين الديموقراطية العلمانية على كامل الارض الفلسطينية. وانهاء المشروع الصهيوني العنصري في فلسطين والمنطقة.
ولخص ممثل الجبهة الشعبية مداخلاته السياسية في ان البشرية تعيش اليوم وفق قوانين العالم الرأسمالي المتوحش الذي تحكمه مؤسسات البنك الدولي والشركات والدول الكبرى التي تهنب مقدرات وخيرات الشعوب، وأن النضال من اجل تحقيق الاشتراكية والديموقراطية سوف يستمر ويتواصل بديلا عمليا وحيدا للواقع الراهن، مؤكدا على ان الاشتراكية ستظل الضمان الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والسلام في العالم.