أرض كعان/ متابعات/ لاجئة فلسطينية وطفلاها، كانوا بين ستة قتلى سقطوا، اليوم الأربعاء، في أثناء عبورهم نحو مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، بقذيفة دبابة تابعة لقوات الأسد من الفوج 137 استهدفت سيارتهم، فيما أصيب أطفال ونساء آخرون بجروح بعضها بليغ.
يأتي ذلك عشية حلول الذكرى الـ67 لنكبة الفلسطينيين التي أحالتهم إلى مشردين في أصقاع الأرض.
- طريق الموت
ووفقاً لناشطين، فإن الطريق الذي يقطع نهر الأعوج ومزارع العباسة التابعة لمدينة زاكية، يعتبر أحد أكثر الطرق خطورة في المنطقة، حتى أصبح الأهالي يطلقون عليه "طريق الموت"، لشدة ما يتعرض للقصف والاستهداف، وكثرة القتلى والمصابين فيه.
وتعمد قوات النظام إلى استهداف الطريق بشكل متكرر؛ بهدف منع الأهالي والمزارعين من عبوره، ولإطباق الحصار على مخيم خان الشيخ للاجئين الفلسطينيين، إذ يعتبر هذا الطريق هو منفذهم الوحيد إلى البلدات المجاورة، يعبرونه للوصول إلى مدينة زاكية، ومنها إلى العاصمة دمشق، لتأمين لقمة عيشهم ووصول الطلاب والموظفين إلى أعمالهم.
ويقول أبو الجود، وهو ناشط إعلامي من المنطقة، لـ"الخليج أونلاين": إن "هذا الطريق عبارة عن مكمن كبير يصطاد الأهالي والفلاحين القاطنين حوله، الذين يضطرون مرغمين إلى عبوره لتأمين لقمة عيشهم".
وتناثرت على جانبي الطريق مواقع أثرية قديمة، هي عبارة عن بقايا بيوت وتجمعات سكنية بنيت من الصخور البركانية الوعرة، أقيمت على ضفاف نهر يعود إلى ذلك التاريخ وسمي: "نهر الأعوج"، ينبع من قرى جبل الشيخ وصولاً إلى سبخة الهيجانة، وبطول يصل إلى 70 كيلومتراً.
لكن ذاكرة الأهالي القصيرة تختزن العشرات من حوادث القتل التي جرت على هذا الطريق. ويشير أبو الجود إلى أن "عشرات الأراضي الزراعية باتت خاوية، لا تجد من يجرؤ على زراعتها أو الانتفاع منها، وكذلك عشرات المزارعين خسروا مصدر عيشهم الوحيد الذي يقع تحت مرمى نيران قوات النظام".
- نكبة في ذكرى النكبة
وتحل، غداً الجمعة، الذكرى الـ67 لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، التي فقد الفلسطينيون فيها بلادهم بعد تطهيرها عرقياً على يد الجماعات الصهيونية المسلّحة، التي أقامت دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنقاضها.
وتعتبر النكبة الفلسطينية من أسوأ الكوارث الإنسانية التي حصلت في التاريخ؛ إذ تسببت المؤسسة الصهيونية وحلفاؤها بمقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني توزعوا بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وقد ارتكبت جماعات الإرهاب الصهيونية بحقهم 50 مجزرة ومذبحة عام 1948.
ويعيش في سوريا أكثر من 560 ألف لاجئ فلسطيني مسجل حسب إحصاء "الأونروا"، يتعرضون لـ"نكبة ثانية"؛ سواء على مستوى النزوح إلى الداخل السوري أو خارجه، فضلاً عن استهداف مخيماتهم من قبل قوات نظام الأسد بالقصف والحصار والتجويع بشكل ممنهج، أسفر عن مقتل أكثر من 2500 فلسطيني، وفق إحصائيات منظمات حقوقية.
وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، قد أعلنت ارتفاع حصيلة ضحايا التعذيب في السجون السورية من اللاجئين الفلسطينيين إلى 388 ضحية، في حين ما يزال 849 معتقلاً فلسطينياً في السجون السورية منذ بداية أحداث الحرب في سوريا، ولا يعرف عن مصيرهم شيء، وفق ما أفاد لـ"الخليج أونلاين" أحمد الحسين، أحد أعضاء المجموعة.