Menu
13:49مسيرات غاضبة في قطاع غزة نصرةً للنبي ورفضًا لإساءات فرنسا
13:47الصحة: 8 وفيات و504 إصابات بكورونا في الضفة وغزة خلال 24 ساعة
13:26إدخال الأموال القطرية إلى غزة
12:09صورة: تعرف على آخر تحديثات الخارطة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة
12:08الخضار والفواكه الإسرائيلية ستباع بالإمارات قريبا
12:06مصادر أمنية اسرائيلية : لا نستبعد هجوم سايبر ايراني ..
12:04استطلاع إسرائيلي: تراجع لليكود يقابله صعود لحزب بينيت
12:02السلطة ترسل رسائل متطابقة حول انتهاكات الاحتلال
11:42السودان خيبتنا الجديدة: مسيرة إلغاء لاءات الخرطوم الثلاثة
11:40حماس بذكرى "كفر قاسم": مجازر الاحتلال تستدعى عزله لا التطبيع معه
11:38نشر آلاف الجنود في فرنسا والشرطة تقتل مسلحا يمينيًا
11:3796 يومًا على إضراب الأسير ماهر الأخرس عن الطعام
11:34تفاقم الحالة الصحية للأسير أبو وعر بعد أول جلسة كيماوي
11:32كابينيت كورونا: بدءًا من الأحد تخفيف القيود على الأنشطة التجارية
11:31"إسرائيل" تخشى تصعيد جديد في غزة بذكرى اغتيال أبو العطا

ديمة طهبوب تكتب: تشابك الأيادي

لقد خلد الأدب الشكسبيري لأنه تجاوز حدود الزمان و المكان ليجد له انطباقات انسانية في كل زمان و مكان من باب تشابه أنماط التصرفات البشرية و دورات التاريخ و قلة الانزياح عن النسق التاريخي العام، و الدارس لمسرحيات شكسبير سيجد انها قابلة للتفاعل مع كل عصر و كأنها ابنته، فالقياصرة المستبدون في زماننا تكاثروا عن زمانهم و التاجر اليهودي البخيل النتن ما زال بصفاته و لكنه أصبح يسيطر على سوق العالم أجمع، و معظم الشباب يحاول ان يعيش الدور و يستنسخ من نفسه و حبيبته نسخة أكثر جنونا من روميو و جوليت.

من المشاهد الخالدة في مسرحية يوليوس قيصر هو مشهد التحضير و التآمر لقتل القصير الذي يختلف النقاد على كونه ظالما او ضحية! الشاهد في الامر هو كيفية التآمر لإنجاز جريمة الاغتيال الجماعي الذي اشترك فيها كل اتباع و اصدقاء القيصر و على رأسهم برتوس الذي أصبح مثلا في خيانة الصديق و أن من مأمنه يؤتى الحذر!

لقد شبك المتآمرون أيديهم أول المؤامرة متعاهدين على البطش بقيصر دون رحمة من أجل ما زعموا أنه هدف نبيل لحماية قيم جمهورية روما! مع انهم كانوا يحمون أنفسهم و أهدافهم الشخصية لا غير! لقد وضعوا أيديهم سويا وتعاهدوا على انفاذ الجريمة.

ثم يقول أحد المتآمرين و اسمه كاسكا و هو أول من ضرب قيصر بخنجر في ظهره: أيتها الأيادي تحدثي عني speak hands for me ثم تلته مجموعة الايادي و أتمت الجريمة و لم تكتف بذلك بل اجتمعت الايادي مرة اخرى و تشابكت لتغمس نفسها في دم القيصر لتثبت مسؤوليتها عن العمل المزعوم لمصلحة الأمة!!

و بعد مشهد التشابك الآثم و الدموي صرخ جمهور الرعاع المجتمع في الساحة "liberty, freedom and enfranchisement" و هي كلها مرادفات للحرية و التحرر و تشبه الى حد شعار الثورة الفرنسية، و العجيب كان استخدامها من هذه الفئة الجاهلة من الأتباع المشاركة بسكوتها و اقرارها في الجريمة، ثم تفرقت الايادي بعد تفرق المصالح و اصبحت تضرب في بعضها البعض و هو الدرس الاكبر بأن الخيانة لا تعمر و مرتعها وخيم و اللعنة تلاحق مقترفيها حتى تصفيهم واحدا واحدا!

ليس الأدب بتجربته الانسانية منفصلا عن عالم الواقع بل هو أقرب في هذه الحالة الى تسجيل سيرة ذاتية حصلت و ستحصل لكل من قام بنفس التصرفات فعندما ترون الايادي متشابكة انظروا الى أصحابها فبعض الايادي تتشابك في رضى الله و تكون يد الله فوق أيديهم و بعضها تتشابك مع نتنياهو،
شكسبير يقول "اياك أعني و اسمعي يا جارة".