شاهدت بألم فيدو المواطن الذي يمر بين ركاب مترو الأنفاق بأكياس خالية سوى من هواء نفثه بداخلها.. مناديا بحرقة: أبيع الهوا.. سخرية لا تُخطأ العين مغزاها..
تلاحقت في ذهني أرقام وصور مذهلة.. آلاف القتلى والجرحى وعشرات آلاف المعتقلين.. بل وترليون ونصف الترليون من الأموال بددها الانقلاب خلال أقل من 17 شهر.. ومن الميزانية الرسمية بدد 41 دون معرفة مصارفها..وجرّف أموال البنوك إما اقتراضا واضحا أو بسندات خزانة أو بتمويل مشروعات كبرى على الداتا شو لكنها تافهة عند معايرتها بمعايير علمية.. ورغم ذلك مازال يتحدث عن رفع الدعم الذي لم يتبق منه سوى اسمه..ومازال رئيس وزراء الانقلاب يتحدث عن سعر تذكرة المترو ويعلن حزنه لأنها لاتزال بجنيه..!!
نعم القصاص العادل ينتظر القتلة والمجرمين من الانقلابيين.. لكنه ليس فقط للأروح التي أُزهقت بغير حق.. ولا للجروح التي أُلحقت دون موجب.. ولا للاعتقالات والتعذيب الذي جرى لا لشئ إلا التشفي..
فما حدث من تجريف للثروة أيام مبارك.. وما لحقه في عهد الانقلاب من تجريف للإيداعات والودائع المربوطة لمصالح عامة ولأموال الصناديق ولمعاشات المسنين ولمستقبل الشباب.. يستحق قصاصا..
وما جرى منذ إنشاء المجلس العسكري لجنة ما يُسمى باسترداد الأموال في إبريل 2011 والقائمة حتى الآن مكونة فقط من قضاة يرفضون التعاون مع أي أحد إلى تبرئة مبارك بهدف إغلاق ملف استراداد الأموال التي هربها وأسرته وشركاؤه وأعوانه ورجال أعماله..
نحن لا نتحدث عن فائض أموال أغنياء..
بل عن أموال أرامل ومسنين.. وأموال فقراء ومعدمين.. وأموال مرضى يموت منهم اليوم أطفال للحصبة.. وآلاف يموتون سنويا لأمراض لم تعد تقتل في العالم إلا في بلاد يلفّها عار الاستبداد والفساد كبلادنا..
نعم لو بقي الانقلاب أكثر.. فسيبيع الهواء للشعب.. وسيكون أكثر ما يوزعه مدعوما بل مجانا الموت فقرا أو فرما أو قضاء (بقرار انقلابي) أو تعذيبا أو قتلا برصاص قناص..قراء ومعدمين.. وأموال مرضى يموت منهم اليوم أطفال للحصبة.. وآلاف يموتون سنويا لأمراض لم تعد تقتل في العالم إلا في بلاد يلفّها عار الاستبداد والفساد كبلادنا..
نعم لو بقي الانقلاب أكثر.. فسيبيع الهواء للشعب.. وسيكون أكثر ما يوزعه مدعوما بل مجانا الموت فقرا أو فرما أو قضاء (بقرار انقلابي) أو تعذيبا أو قتلا برصاص قناص..