متابعة حسابات النشطاء السابقين على تويتر وفيس بوك تعطي نتيجة واحدة ، فبعضهم يشعر بالخجل فأصبح يتجنب الحديث مطلقا ، فتوقف نشاطه الفيسبوكي أو التويتري عند شهر يونيو.. وبعضهم إذا كتب فإنه يتحدث عن الطقس وكرة القدم كما لو كان يحاول تتويه موضوع ما..
قليلون هم من كتب بعض كلمات تشير إلى ندمه ومحاولته تلمس طريق التوبة فيستهجن العنف ضد المتظاهرين مرة ويساهم في إصدار بيان من منظمات حقوق الإنسان مرة.. وإن كان البعض أيضا مازال يحاول أن يبرر فعلته بأن الآخر هم من فصيل يكرهه وأن سلوك هذا الفصيل ربما يبرر العنف ضده...
وبغض النظر عن ذلك الاختصار الساذج لحال مصر فإن المسألة أصبحت نفسية لدي إخواننا من النشطاء السابقين.. فهم شاركوا في ثورة حقيقة في 25 يناير وحملوا أحلاما وردية لمدة عامين ونصف.. وفجأة تبخرت الأحلام وسُرقت الثورة.. المشكلة أن السرقة حدثت بمشاركتهم.. أو على أقل تقدير برضاهم وقبولهم.. وكانوا يظنون أنهم يشاركون في عملية استعادة زخم ثورتهم.. وعندما استيقظوا وجدوا أنهم شاركوا في أكبر عملية نصب في تاريخ مصر.. فبعد سرقة أموالها وخيراتها.. ها هي ثورتها تُسرق..
سر الوصفة التي شربها أصدقاؤنا فأفقدتهم الوعي لفترة اسمها "البغضاء".. فإذا كرهت فصيلا ما فإنك تفعل كل شئ لمحوه .. وربما تمحو آمالك معه.. وهذا ما فعله النشطاء السابقين.. ولن يستردوا ثورتهم لا بالخجل ولا بالندم.. وإنما بالاصطفاف من جديد لاستعادة الديموقراطية فهي الطريق الوحيد لاستعادة الثورة وتحقيق أهدافها.