أرض كنعان_غزة/قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر، إن المنطقة العازلة التي تقوم السلطات المصرية بإنشائها على حدود القطاع ستؤدي لشعور الفلسطينيين بأنهم في سجن كبير، واصفًا الحصار الذي يتعرض له القطاع بـ"الظالم والقاتل".
وأضاف تيرنر في مؤتمر صحفي عقده مع المفوض العام للوكالة الدولية في البحر الميت بالأردن على هامش اجتماعات اللجنة الاستشارية لأونروا اليوم الاثنين، إن خدمات أونروا لسكان القطاع لن تتأثر بإقامة المنطقة العازلة من قبل السلطات المصرية.
وأضاف "لكن سكان القطاع سيشعرون أن هذه المنطقة تشكل عبئاً نفسيًا كبيرًا عليهم، وستزيد من شعورهم بأنهم يعيشون في سجن كبير"، منبهًا إلى الوضع المأساوي الخطير لسكان القطاع.
ونبه المسؤول الدولي إلى أن طالب الصف الأول في قطاع غزة الذي دخل المدرسة هذا العام والبالغ من العمر ستة أعوام "عاش خمسة حروب خلال سنوات عمره القصيرة".
وأضاف "لا ينبغي أن نقول هذه الحرب الثالثة أو تعداد رقمها، بل علينا أن نقول ونعمل لأن تكون هذه الحرب هي الأخيرة".
وأشار إلى أن 138 طالبًا من طلاب مدارس الأونروا قضوا خلال الحرب الأخيرة على القطاع والتي استمرت خمسين يومًا في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، إضافة إلى 11 موظفا من الوكالة كانوا يقومون بدورهم الإنساني في خدمة سكان القطاع.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، ذكرت، أن مصر ستزيد عمق المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة من 500 متر إلى كيلومتر. وقالت الوكالة إن مصر قررت زيادة عمق المنطقة "من 500 متر إلى ألف متر كمرحلة ثانية وصولا إلى تحقيق الأمن القومى للبلاد خاصة مع اكتشاف أنفاق تحت الأرض تبلغ أطوالها 800 إلى ألف متر".
وجاءت تصريحات تيرنر على هامش اجتماعات اللجنة التي سلط خلالها المفوض العام لأونروا بيير كرينبول الأضواء على الأوضاع السيئة لسكان القطاع.
وقال كرينبول إن هناك تباطؤا في عمليات إعادة إعمار القطاع، على الرغم من توقيع اتفاقية بهذا الشأن بين الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
ووصف عمليات إعادة الإعمار بـ"غير الفعالة والبطيئة مما سيزيد معاناة الناس في فصل الشتاء"، ودعا الأطراف كافة للتوقف عن ما أسماه "لعب السياسة على حساب الغزيين اليائسين"، والبدء فورا بإعادة إعمار القطاع.
وشدد على أن الجهود الدولية ستتمكن في النهاية من إعادة إعمار البيوت التي دمرت في القطاع، لكنه أكد أن الرهان الأهم يكمن في إعادة ترميم النواحي النفسية لسكان القطاع الذين يعانون من الحصار إضافة للحرب التي عاشوها الصيف الماضي.