Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
الطلاء بالرش على المتحرشين

"مواطنون تشكلوا من تلقاء انفسهم" لحماية فتيات القاهرة من التحرش!

نشرت صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون" الاميركية مقالا للصحافي كريم فهيم اسهمت في اعداده الصحافية اسماء الزهيري تحدث عن فرقة من المواطنين المصريين تشكلت من تلقاء نفسها في محاولة لحماية الفتيات في شوارع القاهرة من المتحرشين بهن، برشهم بالطلاء لكي يكونوا عبرة لغيرهم. وجاء في هذا المقال مايلي:

يتنقل الشبان في الشوارع المحيطة بميدان التحرير، ويدققون في الجماهير التي تحتفل بالعطل الرسمية. وفجأة ينقضون ويخترقون صفوف الجماهير ملاحقين احد الشبان. وفيما كان يحاول الفلات منهم، يمسك النشطاء به ويرشون ظهره بالطلاء وكتابة "انا احد المتحرشين".

فقد شهدت شوارع القاهرة المخاطر ضد النساء اللائي كثيرا ما يتعرضن للتحرش والتهديد فيما تغض الشرطة النظر. اما الان وخلال الفترة الانتقالية المضطربة بعد انتهاء الحكم التعسفي، بدأت تظهر مجموعات من النشطاء همها حماية الفتيات وإذلال الشرطة التي لا تفعل شيئا.

وقال احد ضباط الشرطة وهو يتابع النشطاء يلاحقون شابا "انهم يفعلون الان ما لم يتحقق من قبل؟". ولم يلبث ان عاد ليحتسي كوبه من الشاي.

لم تتراجع حدة اعمال مهاجمة النساء بعد الانتفاضة. بل انها اكثر عيانا فيما كانت قوات الجيش متورطة في عمليات الاعتداء، ونزع ملابس المحتجات من الفتيات، وتهديد اخريات باستخدام العنف وتعريض النشيطات لما يسمى فحص العذرية. وتتضاعف الاعتداءات خلال العطلات عندما تخرج الفتيات في القاهرة الى الشوارع للمشي ولقاء الاخريات.

الا ان عددا من الرجال ذهلوا عندما وجدوا انه لم يعد بامكانهم خلال عطلة عيد الاضحى الاخيرة التحرش من دون عقاب، وهو تغيير في حساباتهم لم يتحقق لمجرد الاهتمام بحقوق المرأة، وانما من خيبة الامل لان حكومة ما بعد الثورة لا تزال مثل سابقاتها لا تفعل ما يكفي لحماية مواطنيها.

هناك على الاقل ثلاث فرق من المواطنين تقوم باعمال الدورية في الاحياء المزدحمة بوسط القاهرة. واعضاء هذه الفرق من الرجال والنساء، يؤمنون بان السلطة لن تقوم باي عمل ضد التحرش ما لم تأخذ المشكلة مكانها في نقاش علني. وقد اختلفوا في التكتيكات التي يستخدمونها: بعض النشطاء انتقدوا اخرين للجوئهم السريع الى العنف ضد المشتبه بهم وتشجيع الوعي. وقارن زعيم احدى الفرق بين النشطاء من ناحية و"ملائكة الحماية" في الولايات المتحدة من ناحية اخرى.

وقال عمر طلعت (16) الذي انضم الى احدى الفرق ان "المتحرش لا يجد احدا يحاسبه على افعاله".

لقد تميزت سنوات حكم حسني مبارك رسميا باللامبالاة، والمشاركة في مهاجمة النساء، او بالتجاوب الفارغ على الهجمات، بما في ذلك اعتقال الشبان في مقاهي الانترنيت وهم يشاهدون افلاما جنسية.

وقالت مديحة الصفتي، استاذة علم النفس في الجامعة الاميركية في القاهرة "لم تتخذ الشرطة اي اجراء حازم ضد التحرش. وامتنع الناس عن تقديم شكاوى. وظل الامر لا يصل الى المسؤولين".

وقد تظاهرت سوزان، زوجة مبارك، وهي التي ارادت ان تكون بطلة حقوق المرأة، بان المشكلة تكاد تكون غير موجودة. ومع تصاعد انباء التحرش في العام 2008 قالت ان "الرجال المصريين يحترمون النساء المصريات في كل الاوقات".

مرت عطلتان خلال تولي الرئيس محمد مرسي الحكم، غير ان كثيرين من النشطاء يقولون انه لا يوجد اي مؤشر على ان الحكومة تبدي اهتماما حقيقيا بالمشكلة. غير ان ما تقوم به فرق المواطنين يمكن ان يكون لها تأثير على الوضع. ففي الاسبوع الماضي، وفي اعقاب عطلة عيد الاضحى، اعلن المتحدث بلسان مرسي ان الحكومة تلقت اكثر من الف تقرير عن حوادث تحرش، وقال ان الرئيس اصدر تعليماته الى وزارة الداخلية للتحقيق فيها.

ونُقل عن الناطق بلسان مرسي قوله ان "الثورة المصرية لا يمكنها ان تتساهل فيما يتعلق بهذه الاساءات".

غير ان عزة سليمان، مديرة مركز المعونة القانونية للنساء المصريات، ان اقوال الرئيس "ضعيفة". وقالت ان احد ابنائها تعرض للضرب في محطة الانفاق خلال العطلة بعد ان حاول ايقاف رجل كان يتحرش باثنتين من الاجنبيات. وحاولت الشرطة اثناءه عن تقديم شكوى. وقالت سليمان ان "العالم باكمله يتحدث عن التحرش في بلادنا. لكن وزارة الداخلية لا تتخذ اي اجراء".

وقالت شيرين بدرالدين (30)، وهي من المؤسسات لاحدى الفرق، بدأت عملها كناشطة لمكافحة التحرش، بالطلب الى الرجال ان يخلوا العربات المخصصة للنساء في قطار انفاق القاهرة، ولكن عندما رفضوا طلبها قامت بتصويرهم بالفيديو ونشر صورهم على الانترنيت.

لكنها تعرضت للاعتداء عليها الصيف الماضي من قبل احد الرجال. "رغبت في تسجيل قضية، لكن ضابط الشرطة رفض مدعيا انهم كانوا داخل العربة لمراقبة جدول حركة القطار". وقالت ان الفريق رفع من مستوى تكتيكاته بسبب خيبة الامل، بعد ان بدأت الشرطة اطلاق سراح المشتبه بهم الذين القى الفريق القبض عليهم.

وقالت "اسلوب عملنا لا يشتمل على العنف. رغم ان الضغوط هائلة".

وفي الاسبوع الماضي، تجمع فريق قرب ميدان التحرير، وكان احدهم يحمل ما بدا انه مسدس صوت، بينما هز اخر علبة طلاء تعمل بالرش. كان معظم المشاركين من الرجال وقد ارتدى بعضهم سترات خضراء لامعة كتب على ظهرها "مكافحة التحرش".

اخذوا يتبادلون الاراء حول اسباب تعدد مهاجمة شقيقاتهم وامهاتهم وصديقاتهم، ولم يجدوا جوابا مفيدا، ولكنهم استقروا على انه قد يكون الفقر او الدين او اهمال المجتمع او استبداد الدولة المعدي.

ولكنهم عثروا على حل اكثر دقة، في تجولهم داخل تجمعات العيد في المساء. ووجدوا بعض المشاة يساندونهم. ولكن عندما كان العنف ينشب أثناء العمل كانت المساندة تقل. وقد صاح رجل عندما انقض عليه النشطاء "سابلغ الحكومة عنكم".

وكان هناك شابان لم يدركا ما الذي اصابهما. فقد كانا يقودان دراجتهما على كورنيش النيل ويقولون شيئا – قد يكون بذيئا او لا – لفتاتين تسيران على الرصيف. بعد ذلك قبض عليهما رجال يرتدون سترة خضراء. والحركة التي حدثت بعد ذلك اوقفت حركة المرور قبل ان تبعد الشرطة افراد الفرقة.

بعد ذك لم يتمكن مهاب سليم (23) وهو عضو في الفريق من التحكم في اعصابه، وقال "ما الذي يدعونا الى الانتظار الى ان يعتدوا عليهن؟ ما الذي يجعل الناس يدافعون عن المتحرشين؟".

وقالت نهال سعد زغلول (27) الناشطة في احدى الفرق ان فريقها اوقف 30 رجلا كانوا يحاولون التحرش بالنساء.

وعندما يرى الفريق ان شخصا يقوم باعمال التحرش، يعمد بعض اعضائها الى تشكيل حائط بين المهاجم والضحية، بينما يقود اخرون المرأة الى بر الامان. "اذا لم يقاوموا فاننا لا نقاتلهم". ويطلبون حضور ضباط الشرطة اذا ارادت الفتاة تسجيل الحالة.

انضمت زغلول وصديقة لها الى الفريق بعد تعرضهما لاعتداء. وقالت عن الفريق "انه يحتاج الى مشاركين اخرين، ثم نهم جزء من المجتمع الذي يلوم دوما النساء رغم انهم يدركون انهم مخطئون".