Menu
14:57طلبة فلسطينيون بجامعات اسطنبول يطعنون بشرعية اللجنة التحضيرية لانتخاباتهم
14:53غزّة الأوروبي: ارتفاع عدد الحالات الشابة في العناية المركزة إلى 4 إصابات
14:526 وفيات و680 إصابة جديدة بكورونا في الضفة وغزة
14:51صحة غزة: مقبلون على مرحلة قد تكون الأسوأ وربما نعود للإغلاق الشامل
14:49"أونروا" تؤجل دفع رواتب 28 ألف موظف جزئيًا
14:47الاحتلال يعتقل فتيين من الخليل بزعم التعامل مع القسام
14:45"الأسرى" : المصاب علي عمرو تحت أجهزة التنفس الإصطناعي
11:55عضو ثوري فتح: من المبكر الحديث عن المفاوضات و مواقف بايدن لا تبشر بالخير
11:39اشتية: نتطلع إلى علاقات فلسطينية أمريكية دون ربط ذلك في إسرائيل
11:33الاوقاف: عشرات المستوطنين يقتحموا باحات المسجد الاقصى وسط حراسة مشددة
11:28تعليم غزة تكشف تفاصيل وخطة بدء الدراسة للمرحلة الإبتدائية غدًا الثلاثاء
11:25وفاة مواطن متأثراً باصابته جراء حادث سير في رفح جنوب قطاع غزة
11:22المنظمات الاهلية ترحب بموقف بلجيكا وتطالب بآلية لوقف التطهير العرقي بالاغوار
11:07بيان هام للمواطنين الراغبين بالعودة الى فلسطين
11:05مناورات عسكرية واسعة بغلاف غزة اليوم

جارة أم عدو

هل قررت الكويت مؤخراً كسر حالة الفتور في علاقتها مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية؟! أم قررت أن تبدأ بخطوة مدروسة نحو التطبيع مع اسرائيل؟! الكويت الدولة التي عانت من احتلال صدام كثيرا، وجافت المنظمة لموقف عرفات المؤيد لصدام، قامت هذه الأيام بخطوة كبيرة في توقيت ملتبس، إن لم يكن خطيرا. 

الكويت ترأس القمة العربية، وترأس أيضا القمة الاقتصادية، وهي عضو مؤثر في مجموعة مجلس التعاون الخليجي، وهي على علاقة وثيقة جدا مع واشنطن، وهي لا تحتاج مساعدات اقتصادية أو مالية من أحد، فقد انعم الله عليها بما يفيض عن حاجتها، وعندها مدخرات واستثمارات لا أملك لها الآن رقما. 

الكويت هذه، التي تحتضن حالة ديمقراطية متميزة في الوطن العربي، وفيها أحزاب إسلامية متعددة، لها تواجد كبير في الشارع الكويتي، قررت حكومتها أن يقوم وزير خارجيتها بشكل مفاجئ بزيارة إلى رام الله، ثم الصلاة في المسجد الأقصى. 

الحكومة الأردنية سهلت الزيارة لتكون من خلال طائرة مروحية أردنية، تقل الوزير الى رام الله، دون أن تختم اسرائيل جواز سفره، ولكن الوزير لا يستطيع الوصول الى المسجد الأقصى بالطائرة، ولا بدّ له من المرور على الحواجز الاسرائيلية، وفي كل فإن القرار الإسرائيلي حاضر بالشكل الذي ترضاه حكومة نيتنياهو. 

كل من زاروا المسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال مثل علي جمعة مفتي مصر وغيره، زعموا أنهم فعلوا ذلك من أجل فلسطين، ومن أجل إسلامية القدس والمسجد، أي أنهم قاموا بفعل ضد اسرائيل، وبودي تقبل هذا الادعاء، ولكن الزيارة تمت بموافقة اسرائيل وبرضاها، وأنا الفلسطيني ابن غزة والضفة لا تسمح لي اسرائيل بزيارة المسجد الأقصى؟! فكيف لى أن أتقبل هذه المعادلة؟! ولا علامة واحدة على مؤشر الإضرار بمصالح اسرائيل. 

المسجد الاقصى يطلب من العرب والمسلمين التحرير، ولا يطلب الزيارة تحت الاحتلال، ولأن التحرير غير وارد عربيا الآن، فإن الزيارات هذه تخدم اسرائيل، أكثر مما تخدم فلسطين، وهي باب من أبواب التطبيع التي تفتح الطريق أما دول الخليج وغير الخليج، مع رضا منهم بالأمر الواقع، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، وشعوب العرب والمسلمين. 

لا فائدة لهذه الزيارة عائدة للكويت، ولا فائدة منها لفلسطين والأقصى على وجه التحديد، وحين تأتي بعد عدوان قاسي وشرس على غزة، قتلت فيه اسرائيل ألفين، وجرحت عشرة آلاف، وهدمت عشرين ألف وحدة سكنية، وما زالت تحاصر غزة، تكون الزيارة للمسجد الأقصى غير مفهومة، وتؤذي مشاعر سكان القطاع، حيث لم يسجل أحد من وزراء الخارجية العرب حتى الآن زيارة لغزة لمواساة أهلها، بينما يواسي قادة النظام العربي قاطبة أميركا بمقتل أمريكيين بيد داعش. مقتل أمريكي جريمة لا تغتفر، ومقتل شعب كامل في غزة جريمة فيها نظر، حتى عند قادة العرب الأماجد؟! 

يبدو أن اسرائيل لم تعد عدوا، ولم تعد تهديدا للعرب، وللخليج على وجه التحديد، وبناء على هذا المتغير، تمت الزيارة، التي ستتبعها زيارات أخرى، من أطراف عربية، حتى وإن تمادت اسرائيل في القتل والاستيطان وتهويد القدس، ورفضت المبادرة السعودية؟! اسرائيل اليوم جارة، وليست عدوا، وحسن الجوار قيمة عربية أصيلة؟!