بت قلقا من تكرار كلمة ( أجواء إيجابية ) خيمت على اللقاء، لأن هذه الكلمة تكررت في كل اللقاءات التي جمعت الفرقاء الفلسطينيين، وفي النهاية تتحول الأجواء الايجابية إلى خلافات وتراشقات إعلامية وفشل وتحميل المسئولية للأطراف المختلفة وكل منهم يحمل الطرف الثاني مسئولية الفشل، وهنا يثور السؤال أين إذا الأجواء الايجابية التي تحدثوا عنها خلال اللقاءات.
اليوم تتكرر نفس الجملة الخداعة لأن الواقع يقول إننا أمام مشكلة معقدة في داخلها كثير من الخلافات وكثير من النقاش وكثير من المواقف المتباينة وأتمنى على من يخرج ليتحدث أمام وسائل الإعلام أن يشطب من قاموسه هذه الكلمة الخداعة وان يتحدث بصدقية عالية وان يضع الناس في مجريات ما يجري والتوقف عن بيع الناس أوهام الأجواء الايجابية.
المسائل شائكة وهي بحاجة إلى جهد كبير لتذليل العقبات للوصول إلى برنامج أو آلية لتنفيذ اتفاق المصالحة وقبل البرنامج بحاجة إلى إرادات سياسية ونوايا صادقة من أجل انجاز ملف خطورته على القضية والشعب لا تقل عن خطورة الاحتلال الصهيوني، الأمنيات لا تكفي لتحقيق اختراق في ملف المصالحة بل نحن بحاجة إلى أن نسقط هذا الاتفاق على الأرض بخطوات حقيقية ملموسة يشعر فيها المواطن أن هناك جدية هذه المرة وهذه الجدية لن تكون لا بالتصريحات الإعلامية ولا بالصور الفوتوغرافية ولا بالابتسامات واسمحوا لي أن أقول إنها كاذبة وترسم على الوجوه بشكل مصطنع حتى تبدو الصورة أجمل.
اليوم لن يكون مصيريا ولكن يكون آخر المطاف سواء كان هناك اتفاق أو لم يكن، وإن كنا نتمنى أن نحقق مصالحة حقيقية تنهي الخلافات وتوحد الصف رغم كل الاختلافات والخلافات بين الفرقاء سياسيا وغير سياسي، ويكفي الكل الفلسطيني انه متفق على أن (إسرائيل) هي عدوا الشعب الفلسطيني؛ ولكن المصيبة أن يكون من بين الفرقاء من لا يعتبر إسرائيل عدوا للشعب الفلسطيني وأنها صديق وجار يمكن التعايش معها.
اعتبار (إسرائيل) عدواً للشعب الفلسطيني هدف يمكن وحده أن يوحد الشعب الفلسطيني ووحده يمكن أن يوحدنا على برنامج سياسي مشكل من نقطة واحدة أن (إسرائيل) عدو للشعب الفلسطيني وهو محتل للأرض ويجب إنهاء هذا الاحتلال بآليات يتم التوافق عليها وترتيب أولوياتها وهذه وحدها يمكن أن تكون أرضية الاتفاق، وإذا لم تكن هذه قاسما مشتركا بين كل الأطراف أعتقد أننا سنعود إلى دوامة الخلاف من جديد أساسه الاختلاف على تعريف (إسرائيل) هل هي عدو أو صديق؟.
أدعو الفرقاء أن يحددوا تعريف (إسرائيل) قبل أن يحددوا جدول تنفيذ اتفاق المصالحة؛ لأن هذا الأمر يشكل 99% من نجاح اتفاق المصالحة على الأرض لأن على أساسه يمكن أن ترسم خارطة الطريق المستقبلية، فهل سنتفق على تعريف موحد لإسرائيل هل هي عدو أو صديق؟