قلت من قبل فى هذا المكان وغيره إن قضائنا الشامخ بعد الانقلاب أصابه فساد كبير، وبالأمس شهدنا بدء محاكمة الرئيس ورفاقه، وهى مهزلة بكل المقاييس، وذكرت ذلك بالتفصيل قبل يومين.
وفى الأسبوع الماضى كانت هناك بلوى أشد وطأ لم تأخذ أى اهتمام لأنها فضيحة لحكم العسكر الجاثم على أنفاسنا، ولذلك رأينا أجهزة الأعلام تعمل على تكتمها والابتعاد نهائيا عن ذكر تفاصيلها.. وصدق أو لا تصدق قتل العشرات مجرد جنحة عند الاستبداد السياسى الذى يحكمنا!!
فقد بدأت محكمة جنح الخانكة أولى جلسات محاكمة نائب مأمور قسم مصر الجديدة وثلاثة آخرين من ضباط القسم لاتهامهم بالتسبب فى وفاة 37 من أنصار جماعة الإخوان داخل سيارة الترحيلات أثناء ترحيلهم لسجن أبو زعبل!
ومما زاد من جسامة تلك الجريمة أن تلك العربة لا تتسع سوى لـ24 سجينا فقط، ولم يأبه الجناة بل "حشروا" داخل السيارة أكثر من هذا العدد بكثير!
وأسألك: هل سمعت أو قرأت عن تلك المحاكمة التى بدأت بالفعل؟
أجهزة الأعلام تعاملت معها وكأنها جلسات سرية، مع أنها علنية وفى داخل القاعة عومل المتهمون وكأنهم أبرياء، فلم يدخلوا القفص، ورفضت الشرطة أن يقوم أحد بتصوير هؤلاء "الباشوات"، ولو كنا فى نظام حكم محترم لقامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا على تلك الجريمة، ولرأينا تسابق أجهزة الأعلام على نشرها بالتفصيل، بل إن تلك المصيبة قد تدفع الحكومة كلها إلى الاستقالة أو على الأقل وزير الداخلية! وبلا شك كانت ستكون جناية لأن دلائل القتل المتعمد واضحة فيها، فقد استغاث من كان فى السيارة، فلم ينقذهم أحد، وذهبوا للقاء ربهم يشكون من الظلم الذى وقع عليهم وعلى إخوانهم..
ترى إلى متى يستمر هذا الظلم؟! عندى أمل كبير فى ربنا، وسيكون الفرج قريبا بإذن الله، وصدق من قال: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" تكررت مرتان ولا يفصل بينهما فاصل.