حذار من الحروب الأهلية لأنه مشروع "إسرائيل الكبرى"
عندما إندلعت ثورات الربيع العربي، نعم الربيع العربي، رغم تشكيك البعض في كونها ثورات استبشرنا خيرا بالقضاء على الديكتاتوريات ودخولنا عالم الديمقراطيات الذي اكتشفنا بالقراءة عنه في كتب التاريخ وعاد الينا حلم الوحدة العربية من جديد بعد ما قسمها مشروع ‘سايكس بيكو’ بمباركة دولية خدمة للابن المدلل ما يسمى باسرائيل، ولكن سرعان ما تبخر الحلم، خاصة عندما اندلعت ثورتا مصر، وبالأخص سورية، حيث برزت الطائفية والمذهبية بفعل أطراف خارجية أرادت أن تحيد مسار الثورة من الاطاحة بالأنظمة العميلة واحلال محلها أنظمة وطنية بأتم معنى الكلمة، واستغلت الاختلافات الدينية في كل من مصر (الاقباط والمسلمين) وسورية (الشيعة اي العلويين والسنة) وبكل بساطة لم تطرح المسألة في تونس وليبيا، نظرا لعدم وجود الظاهرة بحدة في هذين البلدين، فحتى مسألة اليهود في تونس لم تطرح، رغم محاولة البعض تحريكها وكذلك الشأن بالنسبة لمسألة الأمازيع في كلا البلدين، ورغم ذلك حاولت هذه الأطراف الخارجية بمساعدة أطراف داخلية في كل من تونس وليبيا تحريك المسألة الجهوية أو القبلية، ولكن مشروعهم باء بالفشل فاتجهت أنظارهم الى سورية بالأساس باعتبار أن مشروعهم حتى في مصر لم يجد التأثير المطلوب لأن سورية مجال خصب باعتبار تمسك العائلة الأسدية ذات الطابع العلوي الشيعي بالكرسي، والتي حاولت توظيف هذه المسألة لتبرير ما تقوم به من مجازر في حق الشعب السوري الذي ثار ضد الطغيان لا ضد مذهب الشيعة ومحاربة الارهاب وحتى يستطيع وصف الثوار الأحرار بالعصابات والمخربين.
واستطاع النظام في سورية أن يقنع العالم بأن المسألة في سورية لا تتعلق باسقاط نظام، كما هو الحال في بلدان الربيع العربي، بل هو مجرد صراع مذهبي، وهذا ما أطال في عمر النظام الى اليوم وبقطع النظر عن مدى صحّة هذا الرّأي أو خطئه فإن الغرب يذكي هذه الأكذوبة، رغم أنه يعلم أنها أكذوبة ويدرك جيدا أنه لا وجود لصراع مذهبي في سورية، وذلك من أجل إقناع الشعوب متنوعة المذاهب أن الصراع في المنطقة هو صراع مذهبي، وذلك لتقسيم البلدان العربية من جديد، لكن هذه المرة على أساس مذهبي طائفي فنكون بذلك أمام ‘سايكس بيكو’ جديد على هوى الغربيين وقسم الغرب بعضهم الى قسمين في إطار تبادل الأدوار طرف مساند لبقاء الأسد وآخر مساند للثورا وشجعوا الأسد على التمسك بالحكم واقتراف مزيد من المجازر لتبرير تدخلهم في ما بعد في الأراضي السورية وتمرير مشروعهم التقسيمي الاستعماري خدمة لـ’اسرائيل’، طبعا التي ترغب في تفتيت الوطن العربي خاصة بعد ظهور الأصوات المنادية بالوحدة العربية بعد اندلاع الثورات العربية المجيدة، والغريب أن هناك من صدقهم في هذه الأكذوبة من الشعوب العربية وظلوا يدمرون سورية بأياد سورية وتحقيق حلم الكيان الصهيوني بالقضاء على البنية التحتية والعسكرية لدول منطقة الطوق والحدود حتى ينفرد بالقرار وينطلق في مشروع اقامة ما يسمى باسرائيل الكبرى بعد أن تخلص من القوة العراقية، فعلى العرب والسوريين بالذات أن يدركوا هذا الخطر، وأن يضعوا نصب أعينهم أن اسرائيل ان احتلت سورية فهي لن تفرق بين شيعي علوي وسني ولن ينفع ساعتها الندم.