أرض كنعان/ وكالات/ المقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدثون حاليا عن قلقه وقلقهم من عودة قوية لمحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي فصله عباس من الحركة في ذروة الخلافات بينهما، بسبب فتح الاخير ملف ابنائه التجاري، والتخطيط لاطاحته من الرئاسة.
مصدر القلق يعود الى ارتفاع اسهم دحلان السياسية العائد عبر المثلث المصري الاماراتي السعودي، والذي يعتبر من اقرب المقربين الى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي ورجلها القوي، والى الامير بندر بن سلطان رئيس جهاز المخابرات السعودي -الذي تصاعد نفوذه داخل الاسرة الحاكمة السعودية اخيرا- والى الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري بمصر.
القاسم المشترك بين هذا المثلث هو الكراهية والعداء الشديدين لحركة الاخوان المسلمين، وحركة حماس، فالامارات والسعودية وقفتا ضد حكم الرئيس محمد مرسي وعملتا على تقويضه، ودعمتا الفريق السيسي منذ اليوم الاول، وضختا مئات الملايين من الدولارات، لتشجيع المظاهرات والاحتجاجات ضده، والاهم انهما قدمتا سويا 9 مليارات دولار لدعم الخزينة المصرية لمرحلة ما بعد الانقلاب.
وكان مقربون من الرئيس مرسي، وحركة الاخوان، اتهما دحلان بالتآمر مع الجيش وجبهة الانقاذ المصرية لزعزعة استقرار حكمهم، كما اتهمته حركة حماس بالوقوف خلف تقارير لتشوية صورتها بمصر، وتحريض الشعب المصري عليها، والوقوف خلف حملة اعلامية مكثفة في هذا الصدد نفاها الاخير.
نعود الى قلق عباس الذي عبر عنه صراحة خلال زيارة سريعة الى مصر، حيث التقى السيسي، واصدر بيانا يؤيد الانقلاب، في هذه الزيارة ايضا عبر الرئيس الفلسطيني عن خشيته ان تساعد الحكومة المؤقتة واجهزتها العسكرية والمخابراتية في عودة دحلان الى القطاع، سواء عبر انقلاب عسكري مضاد او عبر ضغوط على حماس.
حركة حماس تعيش ضائقة معيشية غير مسبوقة، حيث يشتد الحصار الاقتصادي والسياسي عليها، بعد تدمير مصر الانقلاب جميع الانفاق، واقامة منطقة عازلة على الحدود، واغلاق معبر رفح بمعظم الاوقات.
دحلان يجلس على مخزون كبير من الاموال الاماراتية، يضخ كميات كبيرة منها الى القطاع لتعزيز انصاره، وكسب عناصر جديدة، الامر الذي يقلق حماس وسلطة رام الله معا.