أرض كنعان/ بيروت - وكالات - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابا علنيا نادرا يوم الجمعة أمام الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية ببيروت بمناسبة يوم القدس العالمي.
وقال في أول ظهور علني له منذ سبتمبر أيلول من العام الماضي "إسرائيل خطر على سائر شعوب المنطقة ... بما فيها لبنان ومن هنا إزالتها مصلحة وطنية."
وأشار نصرالله إلى انه "في السابع من آب 1979، يعني في الاشهر الاولى لانتصار الثورة الاسلامية في ايران اصدر الامام الخميني بيانا دعا فيه جميع الشعوب المستضعفة في العالم الى اعتبار آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوم القدس، وهذه الدعوة أكد عليها مرشد الثورة علي خامنئي"، موضحا ان "هدف الدعوة تذكير المسلمين والعالم بقضية فلسطين ومنعها من الدخول في النسيان والاستفادة لحشد الطاقات والتبعئة من أجل انقاذ القدس وفلسطين من أيدي الصهاينة وتسليط الضوء على ما تتعرض له فلسطين وشعبها من حصار وتجويع وتهويد".
رأى انه "في الثاني من اب 2013 نحن أحوج ما يكون الى هذه المناسبة"، لافتا إلى ان " فلسطين التي نتحدث عنها هي فلسطين كلها من البحر الى النهر والتي يجب ان تعود كاملة الى أهلها ولا يجب على أحد في العالم لا شيخ ولا سيد ولا امير ولا ملك ولا رئيس ولا حكومة ان تتخلى او تتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين او قطرة من مائها او نفطها او قطعة من أرضها ولا يملك أحد تفويضا بذلك".
واعتبر نصرالله ان "الخميني وصف اسرائيل وصفا واقعيا ودقيقا عندما سمّاها بالغدة السرطانية، فهو ورم سرطاني والسرطان يفتك والحل الوحيد عدم اعطاء الفرصة له وعدم الاستسلام واستئصاله"، مشدد على ان "اسرائيل تمثل خطرا دائما وهائلاً وهي ليست خطرا فقط على فلسطين والفلسطينيين فهذا وهم وتضليل وجهل، فاسرائيل تمثل خطرا على جميع شعوب وبلاد المنطقة وأمنها وسيادتها وهي ليست تهديدا وجوديا لفلسطين فقط بل لكل كيانات وشعوب هذه المنطقة ومن ينكر هذا هو مكابر".
وأشار نصرالله إلى انه "قد يظنّ البعض ان زوال اسرائيل مصلحة فلسطينية، لكن هذا هو مصلحة قومية لكل بلد من بلدان المنطقة، وهي خطر على الاردن ومصر وسوريا وهكذا ايضا على لبنان"، معتبرا ان "ازالة اسرائيل مصلحة وطنية اردنية وسورية ومصرية ولبنانية".
وأكد ان "كل من يقف في مواجهة المشروع الصهيوني ويقاومه في أي مكان في منطقتنا والعالم فهو كما يدافع عن فلسطين يدافع عن وطنه هو وعن شعبه هو وعن كرامته هو ومستقبل احفاده واولاده"، لافتا إلى ان "المسؤولية عامة وشاملة لكل فلسطيني وكل عربي مسلم ومسيحي وكل مسلم في العالم وكل انسان في العالم لأنها قضية محقة، وحجم المسؤولية قد يتفاوت من شعب الى شعب وشخص الى شخص وبلد الى بلد وهي مسؤولية للشعب الفلسطيني بالدرجة الاولى".
وأضاف: "الموقف السياسي والتضامن الشعبي والموقف الاعلامي والدعم المالي للفلسطينيين وما سنسأل عنه في يوم القيامة هو عدم الاعتراف باسرائيل وشرعية اسرائيل"، مؤكدا "اولوية الصراع والمواجهة للعدو الصهيوني ولو انه منذ البداية كان ذلك لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".
ولفت إلى ان "هناك دول وحكومات تمنع من هذه الأولوية وتصد هذه الاولوية وتدفع نحو أولوية أخرى وتخترع حروباً أخرى، وكان البعض يقول الاولوية ضد المد الشيوعي وانفقت مليارات دولارات لمواجهة المد الشيوعي وحتى في الحرب في أفغانستان ذهب الالاف الى المشاركة"، سائلا "لماذا تركتم فلسطين وذهبتم للقتال في أفغانستان؟"، وقال: "اخترعوا عدوا جديدا اسمه المد الايراني والمجوس والفرس ولم يكونوا يقولون شيعة في البدء، وتم خوض حرب مع ايران انفق فيها مئات من مليارات الدولارات، لو انفق خمسها في فلسطين لتحررت".
وشدد نصرالله على ان "كل من يرعى الجماعات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي ويدفع بهم الى ساحات القتال والقتل هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية الدمار الحاصل وهو من يقدم الخدمات لاسرائيل"، سائلا: "أما آن للشعوب ان تدرك ان هناك من يريد تدمير المنطقة وشعوبها وجيوشها والتقسيم الى مسيحيين وسنة وشيعية ودروز واسماعيليين وفرس وكرد وترك؟"، معتبرا انه "من المؤسف انه ليس لدينا قراراً ان ندل بأصبعنا الى الدول التي ترعى هذا المشروع التدميري الحاقد الذي هو اخطر مشروع يمر على منطقتنا".
واعتبر ان "الصراع في مصر هو صراع سياسي وليس طائفي"، لافتا إلى انه "في ليبيا هناك صراع سياسي كبير وفي اليمن وعندما نأتي الى دول فيها تعدد كالعراق وسوريا ولبنان والبحرين، يصبح الصراع السياسي صراعا طائفيا، وهذا يفعلونه عمدا لا عن جهل لأنه سلاح مدمّر".
ودعا إلى "بذل الجهود لحل المسائل في كل بلد بالحوار السياسي ووقف نزيف الدم من سوريا الى الصومال وباكستان وافغانستان وليبيا وفي كل مكان لهذه الجماعات التكفيرية اصبع ستكون هناك مصائب"، لافتا إلى اننا "في حزب الله كنا ندعو وما زلنا للبحث عن المشتركات وتأجيل الخلافات او تنظيمها ونحن بحاجة الى هذه المنهجية لان هناك خلافات تهزّ الاقتصاد والامن ولكن اليوم اصبحت الخلافات مدمرة"، وأضاف: " هناك في التيار الاخر من فتح النار على كل ما يسمى التيار الاسلامي"، سائلا: "هذا يخدم من؟ وهذه الفوضى الهائلة الى اين ستصل بالجميع؟"، مشددا على انه "يجب ان تتضافر الجهود لإلحاق الهزيمة بالمشروع التمزيقي التخريبي من اجل الامة كلها".
وأكد نصرالهب "التزامنا بالثوابت والاولويات التي يعادينا عليها اعداؤنا واحيانا يعتب علينا بعض اصدقائنا، لكنهم يعتبون ويتفهمون وهذه الاولوية نؤكد التزامنا القاطع بها"، مشددا على اننا "في حزب الله سنبقى الى جانب فلسطين وشعب فلسطين وحريصون على العلاقة المتينة والطيبة مع جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الفلسطينية وان كنا قد نختلف معها على عناوين قد تتصل بفلسطين وسوريا".
وقال: "القدس يجب ان تجمعنا واي خلاف اخر فقهي او سياسي او قطري او ديني او عقائدي يجب ان يبقى الالتزام بفلسطين وقضية فلسطين بمنأى عن هذا الاختلاف ويجب ان نتوجه بالشكر الجزيل الى ايران وسوريا على كل ما قدمتاه من أجل فلسطين وقضية القدس ولحركات المقاومة في لبنان وفلسطين مما ادى الى الحاق الهزيمة بهذا الكيان والمشروع"، مؤكدا اننا " سنبقى في حزب الله المقاومة اليقظة الجاهزة لحماية بلدنا وشعبنا لمواجهعة أطماع العدو الى جانب الجيش الوطني اللبناني الذي نوجه له التحية الكبيرة لقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه، ويجب ان نذكر امام المقاومة السيد موسى الصدر الذي هدانا في هذا الصراط المستقيم"، مطالبا السلطات الليبية بـ"ان تتحمل كامل المسؤولية بما يليق بهذه القضية الخطيرة".
وأشار إلى انه "في هذه الايام هناك الكثير من التحريض المذهبي، وهناك الكثير مما يقال في الفضائيات ومواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من الالفاظ التي لا تليق ان يتلفظ بها انسان تجاه الشيعة ومن يقف خلف هذا الامر يعرف ماذا يفعل وقد يأتي هذا الشخص ببعض الشيعة ليفعلوا نفس الامر لتنال من رموز أهل السنة والجهة نفسها هي التي تقف خلف الجماعتين لأن هذا امر مقصود وهذا الامر يبتعد ليصل الى المجازر والسيارات المفخخة في العراق بشكل خاص وهذه اللغة بدأت تكبر مع الاحداث بسوريا ويشعر الانسان ان ما يقف وراء هذا الامر ان ينسى الشيعة فلسطين والقدس وان يصبح لدينا كراهية لفلسطين والفلسطينيين".
وتابع : "يريدون للشيعة ان يخرجوا من المعادلة في الصراع العربي الاسرائيلي يعني ان تخرج ايران من المعادلة، وهم يريدوننا ان نصل الى هذه النتيجة، لذا نقول لهؤلاء، لأميركا واسرائيل والإنكليز، وأدواتهم ولكل عدو ولكل صديق، وهذا هو الحقيقة التي عمّدت بالدم، اليوم بيوم القدس، اخر جمعة من شهر رمضان، نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين وعن الشعب الفلسطيني ومقدسات فلسطين".
وشدد على اننا "نحن حزب الله سنتحمل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا من مسؤوليات، ونحن حزب الله الحزب الاسلامي الشيعي الاثنى عشري لن نتخلى عن فلسطين والقدس ومقدسات هذه الأمة".