منسق شبكة امان للدراسات الاستراتيجية المحلل السياسي أنيس النقاش، أكد أن الرد الاستراتيجي على الغارة الاسرائيلية الأخيرة قد تحقق من خلال الخطاب التاريخي للسيد نصر الله، موضحاً أن الإعلان عن استعداد حزب الله لامتلاك السلاح الكاسر للتوازن في وجه "إسرائيل" والجهوزية التامة لاستخدامه حدد موازين قوى جديدة في أي معركة قادمة. وفي حديث لموقع "العهد الاخباري"، شدد النقاش على أن فتَح جبهة الجولان أمام مقاومة شعبية مدعومة من المقاومة في لبنان، يدل على أن العدو الصهيوني لم ينل من إرادة النظام السوري بل على العكس رسم مشهداً إقليمياً جديداً انتفت فيه الحدود الجغرافية، فضلاً عن كونه جعل القيادة السورية في حِل من اتفاق الهدنة الموقعة بين دمشق و"تل أبيب".
ولفت النقاش إلى أن هذا الاعلان خطير جداً لكون المقاومة اللبنانية جدية في تدريب الشعب السوري للدفاع عن أرضه، ما يعني أن السوريين سيستفيدون من خبرات المقاومة التي اثبتت نجاعتها على مدى سنوات الاحتلال، ورأى أن توسيع الحدود الجغرافية للمقاومة من لبنان إلى الجولان يعني أن بوصلة جبهة الحرب مع "اسرائيل" اتسعت لتشمل ليس فقط مختلف الاراضي اللبناينة بل السورية أيضاً.
وشدد النقاش على أن السيد نصر الله أعاد تصويب بوصلة المقاومة نحو فلسطين، معتبراً أن محور الممانعة ما زال قوياً وقادراً على الحسم والرد والمجابهة رغم المؤامرة الكبرى التي تحاك ضده، ورأى أن "اسرائيل" أمس عادت من أحلام اليقظة لتواجه الوقائع والحقائق بأن كل ما يجري في المنطقة ليس لصالحها وأن هناك خطراً جدياً يهدد وجودها من قبل معسكر المقاومة.
النقاش الذي لفت إلى ارتباك الصهاينة من تداعيات فتح جبهة الجولان وتسليح المقاومة، أكد أن الاميركيين ليسوا قادرين على الرد على المعادلة الجديدة، خاصة وأنهم أدركوا أن الروس مستمرون في دعم النظام السوري عبر إرسال أسلحة استراتيجية له، وخلص إلى أن السيد نصر الله أعاد ترتيب الامور من خلال تصويب البوصلة نحو فلسطين وتجاوز مسألة حدود اتفاقية "سايس - بيكو" عبر ارتباط جبهات المقاومة فيما بينها، بالاضافة إلى رفع مستوى التحدي الى اقصاه أي أن على "اسرائيل" التنبه إلى أن الاحتمالات مفتوحة على أكثر من صعيد.