قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات إن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بلباس فاضح، وتعمد المتطرفة المقتحمة نشر الصور، يُشكل محاولة للانتقاص من قداسة المسجد، واستخفافًا بمشاعر المسلمين، وبهذا المكان الإسلامي المقدس.
وأكد بكيرات في حديث صحفي، أن هذه المشاهد لا تختلف عن الاقتحامات الدينية التوراتية التي تنفذها جماعات متطرفة بالأقصى، إذ تعمدت المتطرفة اقتحام المسجد باللباس الفاضح والتصوير داخل المسجد الأقصى.
ووصف ما جرى بـ "العمل المُشين"، قائلًا "يجب مواجهته ووقفه، وعلينا التعامل مع محاولة لتدنيس المسجد الأقصى من خلال القضايا الأخلاقية، ومع كل إجراء خطير فيه بحذر وحكمة ويقظة، كما نتعامل مع الاقتحامات التوراتية ونتصدى لها، ولا نقبل بالراوية التوراتية".
وتابع بكيرات "علينا أن نتعامل مع تلك المشاهد الفاضحة بطريقة جديدة تُظهر قداسة الأقصى، وأن ننشر صورًا للمسلمات وهن بلباس إسلامي محتشم أثناء تواجدهن داخل المسجد وفي صحن قبة الصخرة المشرفة، من خلال تدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، ردًا على نشر صور المتطرفات العارية".
وطالب رئيس أكاديمية الأقصى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ووزارة الأوقاف الأردنية بضرورة زيادة أعداد الحراس، خاصة في الفترة الصباحية، لمتابعة ما جرى ومنع تكرار مثل هذه المشاهد الفاضحة داخل الأقصى.
وحمل بكيرات، شرطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ما حدث، وعن انتهاك حرمة الأقصى وتدنيس باحاته، من خلال سماحها لهؤلاء المتطرفين والمتطرفات باقتحامه.
وقال: "نحن نرفض بشدة دخول المقتحمين والسياح للأقصى، ونحذر من خطورة تصاعد اعتداءات وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه ومخططاته التهويدية بحق المسجد".
مخاطر وتداعيات
وأوضح بكيرات أن "الخطورة تُكمن بأن يصبح المسجد الأقصى مكانًا يُستهان بقداسته الإسلامية، وكأن تلك المشاهد باتت أمرًا طبيعيًا، وكذلك محاولة ترويض المجتمع الفلسطيني والعربي والإسلامي على القبول بإجراءات الاحتلال في الأقصى"، محذرًا في الوقت نفسه من تحويله إلى "مكان مقدس لليهود".
وأكد أن الاحتلال يسعى لإنهاء الوجود والحضور الإسلامي في الأقصى، والذي يُعطي صورة رائعة لجذورنا وهويتها العربية الإسلامية فيه، وذلك تمهيدًا لبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
وانتقد بكيرات الصمت العربي والإسلامي حيال ما يجري في الأقصى، "فالشعوب العربية والإسلامية تعيش مرحلة القمع والتهميش، ولا تملك حريتها، بفعل الأنظمة العربية الرسمية المطبعة مع الاحتلال، والتي أشغلتهم بقضايا أخرى لم تعد قضية القدس هي القضية المركزية بالنسبة لديهم".
وشدد على ضرورة إعادة قضية القدس والقضية الفلسطينية، وعلى رأسها المقدسات إلى سلم أولويات الشعوب، من خلال التحرك إعلاميًا ووضع خطة ورؤية استراتيجية شاملة تجمع العالم الإسلامي على بوصلة واحدة، وهي القدس.
وتابع بكيرات أنه "آن الأوان لأن تتحرك منظمة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة، ومدينة القدس، ومحاسبته على جرائمه، لأنه ما دام هناك احتلال، فإننا سنبقى نشاهد انتهاكاته للأقصى، ومحاولة خنقه عبر الاقتحامات والحفريات والمشاريع التهويدية في محيطه".
وأمس الأربعاء، أثارت صورة لمقتحمة متطرفة للمسجد الأقصى غضب الفلسطينيين، حينما ظهرت فيها وهي تجلس على درجات البائكة الشرقية في المسجد الأقصى، بملابس فاضحة، معلقة أنها في القدس "عاصمة إسرائيل".
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا وسخطًا بعدما نشرت مستوطنة إسرائيلية دنّست ساحات الأقصى صورة لها وهي شبه عارية على صفحتها بموقع "انستقرام".
ودشّن النشطاء ورواد منصات التواصل وسم "#عاهرة يهودية تدنّس_الأقصى" للتعبير عن غضبتهم، مطالبين بالتصدي لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة بحقّ المسجد المبارك.
وتساءلوا عن موقف الدول العربية والإسلامية التي طبّعت علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ مسرى النبي "محمد" ومعراجه إلى السماء.
وتُسلط الصورة الفاضحة الضوء على عشرات الحالات المشابهة، التي تقتحم فيها مستوطنات المسجد الأقصى بغطاء، ثم تكشفه لاحقًا عند التقاط الصور، بعيدًا عن أعين حراس الأقصى.