قال وزير الصحة بإقليم النيل الأزرق في السودان جمال ناصر السيد إن عدد قتلى الاشتباكات القبلية في الولاية ارتفع إلى 65 قتيلا على الأقل.
وأوضح السيد أن القتال بين قبيلتي الهوسا والبرتا في المحافظة الجنوبية أسفر عن إصابة نحو 150 آخرين.
وأشار لوكالة "أسوشيتيد برس" إلى أن معظم القتلى من الشبان الذين أصيبوا بالرصاص أو الطعن.
وحث السيد السلطات في العاصمة الخرطوم على المساعدة في نقل 15 مصابا بجروح خطيرة، حيث تفتقر مستشفيات النيل الأزرق إلى المعدات المتطورة والأدوية المنقذة للحياة.
ونشرت السلطات قوات الدعم السريع العسكرية وشبه العسكرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما فرضت حظراً للتجوال ليلاً اعتباراً من ليل السبت، ومنعت التجمعات في بلدتي الروصيرص والدمازين عاصمة الولاية حيث وقعت الاشتباكات.
وكان والي النيل الأزرق أحمد العمدة أصدر يوم الجمعة أمرا بمنع أي تجمعات أو مسيرات لمدة شهر.
وقال أحمد يوسف، أحد سكان الدمازين، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "عشرات العائلات" عبرت الجسر إلى المدينة يوم السبت هرباً من الاضطرابات.
ووجهت المستشفيات دعوات عاجلة للتبرع بالدم، بحسب مصادر طبية.
وقال مصدر في مستشفى الروصيرص لوكالة فرانس برس ان "معدات الإسعافات الأولية نفدت" في المرفق وأن التعزيزات كانت مطلوبة لأن عدد الجرحى "آخذ في الارتفاع".
ودعا الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.
وجاء العنف بعد أن رفضت قبيلة البرتا طلب الهوسا بإنشاء "سلطة مدنية للإشراف على الوصول إلى الأراضي"، حسبما قال عضو بارز من قبيلة الهوسا لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته.
لكن أحد كبار أعضاء برتا قال إن القبيلة كانت ترد على "انتهاك" لأراضيها من الهوسا.
وشهدت منطقة قيسان وولاية النيل الأزرق عمومًا اضطرابات منذ فترة طويلة، حيث كان مقاتلو الجنوب شوكة في خاصرة الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي أطاح به الجيش في عام 2019 بعد احتجاجات في الشوارع.
ويقول خبراء إن الانقلاب العام الماضي، بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أحدث فراغًا أمنيًا أدى إلى تجدد العنف القبلي، في بلد تندلع فيه اشتباكات دامية بشكل منتظم على الأرض والماشية والوصول إلى المياه والرعي.
ويتهم المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية القيادة العسكرية السودانية وقادة المتمردين السابقين الذين وقعوا اتفاق سلام 2020 بتغذية التوترات العرقية في ولاية النيل الأزرق لتحقيق مكاسب شخصية.
وأطلقت الشرطة، الأحد، الغاز المسيل للدموع في العاصمة السودانية الخرطوم على مئات المتظاهرين المناهضين للانقلاب الذين لفتوا الانتباه أيضًا إلى الاشتباكات الدامية في جنوب البلاد.
وكانت العاصمة مسرحًا لاحتجاجات شبه أسبوعية منذ أن أدى استيلاء البرهان على السلطة إلى إخراج الانتقال إلى الحكم المدني عن مساره.