أرض كنعان
خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى اليوم الأحد استجابة لدعوة قوى "إعلان الحرية والتغيير" لمليونية بهدف الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين.
وشهدت 13 مدينة سودانية مشاركات في التظاهرة المليونية أبرزها مدن: الخرطوم وأم درمان والقضارف ومدني وعطبرة، إضافة إلى مئات القرى.
وشهدت منطقة الصحافة في الخرطوم مشاركة أكثر من 50 ألف متظاهر، رافعين اللافتات ومرددين الهتافات المطالبة بـ"سقوط المجلس العسكري"، و"التمسك بالدولة المدنية"، والقصاص للشهداء
وعلى خلاف ما نقلته "فرانس برس" عن مناطق أخرى في الخرطوم، لم تشهد منطقة الصحافة حتى الآن أي احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، إذ حرص المشاركين في الاحتجاجات على تنظيم حركة المرور وإنشاء الحواجز البشرية بين المتظاهرين وقوات الأمن لتقليل فرص التصادم بين الطرفين.
ونقلت "فرانس برس" عن شهود عيان قولهم إنّ قوات الأمن الغاز استخدمت المسيّل للدموع في منطقة بحري في شمال الخرطوم، وفي منطقتي معمورة واركويت في شرق العاصمة ضد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون" "حكم مدنيّ حكم مدني"، وعلى المتظاهرين في مدينة القضارف في شرق البلاد.
وكانت القوات الأمنية السودانية قد نفّذت منذ صباح اليوم الأحد انتشاراً أمنياً كثيفاً في العاصمة الخرطوم، هو الأوسع من نوعه منذ سقوط الرئيس عمر البشير، في أبريل/نيسان الماضي.
وجاء الانتشار قبيل ساعات من موعد مواكب المليونية التي دعت إليها قوى "إعلان الحرية والتغيير"، في أول حشد من نوعه منذ مجزرة فض اعتصام محيط القيادة العامة للجيش، في 3 يونيو/ حزيران الجاري.
وارتكزت قوات الدعم السريع والشرطة والجيش في غالب شوارع الخرطوم الرئيسية، بينما سيرت وحدات من القوات ذاتها دوريات تجوب وسط الخرطوم وأطرافها.
كما أُغلق أحد الشوارع المؤدي إلى مقر قيادة الجيش، والذي شهد في الفترة من 6 إبريل/نيسان وحتى 3 يونيو/حزيران اعتصاماً شعبياً أطاح البشير، وفضه المجلس العسكري بالقوة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 معتصم.
وحثث قوى "إعلان الحرية والتغيير"، في بيان نشرته على صفحة "تجمع المهنيين السودانيين" في "فيسبوك"، "الثوار على التحضير والتخطيط لكيفية الوصول إلى نقاط التجمع، والتحرك في مجموعات صغيرة والحضور إلى نقاط الاحتشاد قبل فترة من الموعد لانطلاقها في الواحدة ظهراً" بالتوقيت المحلي.
وذكر البيان أنّ "حماية مواكب اليوم مسؤولية كل ثائر وثائرة، مع التأكيد على سلمية قوى إعلان الحرية والتغيير في جميع خطواتها الساعية للتغيير، كما دعا البيان الثوار لاستخدام مكبرات الصوت وتوحيد الهتافات"، مشجعاً إياهم على "الثبات ومقاومة أي محاولة للاعتقال أو فض المواكب من قبل مليشيات المجلس العسكري".