أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها، أنه "صباح اليوم، سقط صاروخان احدهما في معرض سيارات بالقرب من كنيسة مار مخايل، والاخر في حي مارون مسك، اديا الى اصابة اربعة اشخاص بجروح مختلفة وحصول اضرار مادية في الممتلكات، وقد فرضت قوى الجيش طوقا امنيا حول المنطقة وعملت بالاشتراك مع الاجهزة المختصة على نقل المصابين الى المستشفيات للمعالجة، فيما حضر عدد من الخبراء العسكريين الى المكان، وبوشر التحقيق لتحديد نوع الصاروخين ومصدر اطلاقهما وكشف هوية الفاعلين".
وفي وقت لاحق، ذكرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، أنه "الحاقا لبيانها السابق حول سقوط صاروخين في منطقة الشياح صباح اليوم، وبنتجية التحقيقات الميدانية التي قامت بها مديرية المخابرات والاجهزة المختصة في الجيش، تم العثور في الاحراج الواقعة في خراج بلدة عيتات على منصتي اطلاق الصاروخين، وتستمر التحقيقات باشراف القضاء المختص لتحديد هوية الفاعلين وتوقيفهم".
وعقب الانفجارين، تفقد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل عند الثامنة والربع من صباح اليوم موقع سقوط الصاروخين في موقف السيارات قرب كنيسة مار مخائيل في الشياح وفي شارع مارون ميسك في الضاحية الجنوبية.
وقال شربل، في تصريح له، لقد علمنا مصدر اطلاق الصاروخين وسنعلنه لاحقا، مشيرا الى انه تم اطلاقهما من مكان معزول من الجهة الجنوبية الشرقية، وأكد ان الهدف من اطلاقهما هو تخريبي لإحداث جو من البلبلة في البلد.
وأضاف "نحن نعيش في جو غير مقبول وهناك من يحاول الاصطياد بالماء العكرة"، وأضاف "نتمنى ان يزيد العقال، ويجب عدم استجلاب الازمة السورية الى لبنان"، مؤكداً أن المعنيين مستمرون في التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث.
وفي السياق نفسه، تفقد قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي مكان سقوط الصاروخين.
ولاحقاً، كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية باجراء التحقيقات الاولية لكشف ملابسات سقوط الصاروخين ومصدرهما.
وفي المواقف، دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عملية اطلاق الصاروخين، ووصف من قام بذلك "بالإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين" .
وإذ طلب سليمان من الأجهزة المعنية تكثيف تحرياتها وتحقيقاتها لملاحقة المرتكبين بأقصى سرعة واحالتهم الى القضاء المختص، فانه دعا المواطنين الى ان يكونوا في اقصى درجة من اليقظة والوعي والمساعدة المدنية حيال اي مشتبه او تحرك مشبوه والابلاغ عنه، وذلك لقطع دابر اي محاولة لأثارة الفتنة والتوتير الامني، حفاظا على الامن الوطني والسلم الاهلي.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، أن الهدف من اطلاق الصاروخين احداث بلبلة، داعياً الى التيقظ والتعاطي مع الوضع بحكمة منعا للفتنة.
وشدد ميقاتي على أن "الاجهزة الامنية قد باشرت تحقيقاتها لكشف ملابسات هذا العمل التخريبي وتوقيف الفاعلين"، وناشد جميع القيادات والفاعليات "التعاون لتهدئة الأوضاع في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة، وطلب ميقاتي من الجيش اللبناني اجراء التحقيقات اللازمة وكذلك مسح الأضرار.
بدوره، اعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ناجي غاريوس الذي تفقد منطقة الشياح ان الرسالة من الصاروخين ليست بريدية بل ان الأمن والاستقرار بيد أشخاص ليسوا مسؤولين، ودعا إلى انتظار نتائج التحقيق، آملاً في كشف من يقف خلف الصاروخين .
من جهته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار، بعد تفقده مكان سقوط الصاروخين،"يريدون من وراء ذلك هذا العمل اسقاط لبنان في افخاخ الحروب التي رميناها منذ عقود كما يريدون اسقاط صورة لبنان التعددية والوطنية"، داعياً للمزيد من اليقظة والتوحد والوعي، مؤكداً أن اللبنانيين كافة لن يعودوا الى الوراء.
وتابع عمار "مر علينا الكثير من هذه الامور، والناس من خلال تاريخها وتضحياتها لا تخيفها مثل هذه الصواريخ، وهي ما زالت مصمممة وثابتة في الحفاظ على خط المقاومة في مرحلة تستهدف فيها هذه المقاومة من خلال الخطابات. لا نخشى من الفتنة ولن نسمح على الاطلاق بتمرير مشروع الفتنة فهو مشروع اميركي اسرائيلي، وعلى اللبنانيين جميعا ان يلتحموا مع بعضهم البعض".
أما وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي خليل، الذي تفقد أيضاً المكان، فقال"ان هذا العمل مدان ومرفوض ولا يستهدف الا الفتنة، وهو عمل تخريبي ولا يرتبط بهوية معينة، وهويته الوحيدة هي ضرب الاستقرار في لبنان"، وأضاف "على الدولة القيام بواجباتها وتنفيذ الاستحقاقات ومواجهة محاولات خلق بؤر من التوتر".
ورفض خليل استباق التحقيقات، مشدداً على ضرورة التوحد والحكمة والتمسك بمؤسسات الدولة وعدم الانجرار وراء المشروع الفتنوي، وأكد أن ما جرى هو تحت السيطرة ويجب عدم التكهن واحداث بلبلة.
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رأى "ان اطلاق صواريخ على منطقة الشياح هدفه اشعال الفتنة بين اللبنانيين وهو عمل مدان ومستنكر"، وقال: "ان اطلاق صواريخ غراد من منطقة لبنانية الى منطقة اخرى امر مستغرب ومفاجئ وله دلائل خطيرة على لبنان وهو اشعار بالانفجار الكبير القادم لإدخال لبنان في معترك الاحداث الكبرى الاليمة في المنطقة العربية، فليستيقظ اللبنانيون وقادتهم السياسيون المختلفون جميعا على هذا الانذار الكبير قبل ان ينفجر لبنان من داخله ويضيع الجميع".
واعتبر المفتي قباني "أن اطلاق هذه الصواريخ من منطقة لا سابق لها في الصراعات الخفية الظاهرة هو دليل على بدايات ومراحل جديدة تأتي في سياق تفجير لبنان من داخله بوجه الجميع"، داعيا الدولة الى "تكثيف اجراءاتها الامنية التي تساعد على منع وكشف مثل هذه العمليات الإجرامية".
هذا وأجرى رئيس حزب "المستقبل" سعد الحريري، صباح اليوم، اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري وتشاورا في المستجدات، بخاصة بعد حادث اطلاق الصواريخ على منطقة الضاحية، وشدد الحريري على إدانة الحادث ووجوب تضافر الجهود في سبيل تجنيب البلاد أية مخاطر ماثلة.
وأكد الحريري أن ما جرى "عمل ارهابي واجرامي مدان كائنا من قام به وخطط له، بخاصة وانه استهدف منطقة آهلة بالسكان الآمنين، داعياً الى التبصر في مخاطر الدعوات التي تجاهر بالمشاركة في الحرائق الخارجية وتريد من اللبنانيين ان يكونوا وقودا لها.
وأضاف "لا يكفي امام حوادث من هذا النوع ان نلعن الفتنة فقط، بل ان المسؤولية الوطنية تتطلب من كل القيادات والجهات المعنية بسلامة لبنان واللبنانيين، ان تتنادى لتحذير القائمين على إشعالها ووقف مسلسل أضعاف الدولة والتباهي بالحلول مكانها في كل المجالات".
كذلك، وضع وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن "حادثة إطلاق الصاروخين على منطقة الشياح في خانة العبث بالأمن والاستقرار الداخليين"، معتبرا ان "المستفيد الأول من هذا العمل العدواني هم أعداء لبنان الذين لا يروق لهم رؤية اي هدوء يسود الساحة اللبنانية".
وقال غصن، "مهما تعددت الروايات حول حادثة إطلاق الصاروخين، فان الأمر المؤكد هو أنها محاولة لاحداث شرخ في صفوف اللبنانيين ومحاولة لاستجرار الفتنة الى لبنان، وهذا ما لا نريد أن يحصل على الاطلاق"، داعياً اللبنانيين الى الوعي والتوحد.
وفي الاطار ذاته، رأى رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه "ان اطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبية في لبنان عمل ارهابي لن يصل الى اهدافه"، واعتبر "ان الغاية من ورائه هو ضرب استقرار البلد وامنه".
كما إستنكرت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي عملية سقوط الصاروخين، ووصفت هذا العمل بـ "التخريبي"، ودعت الى "مزيد من الوعي والإلتفاف حول المقاومة لمواجهة هذا المخطط الخارجي"، وناشدت الاجهزة الامنية "الإسراع في الكشف عن هوية المتورطين وإنزال أشد العقوبات بهم".
حركة "أمل" من ناحيتها دانت "الجريمة الارهابية الصاروخية التخريبية التي استهدفت منطقة مار مخايل في الضاحية الجنوبية والتي تستهدف النظام العام في لبنان والاستقرار والسلم الاهلي ونقل التوترات والاحداث الدموية عبر المناطق اللبنانية".
ودعت الحركة، الجميع الى "تحمل المسؤولية والانتباه الشديد الى المخطط الهادف لجر لبنان للوقوع في أفخاخ الفوضى وإعادته الى الوراء الى الذاكرة السوداء للفتنة التي عصفت ببلدنا".