بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ".
بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
بمناسبة الذكرى الخامسة والستين للنكبة
نرفض مشاريع التفريط والتنازل .. والمقاومة طريق الوحدة والتحرير
يا جماهير شعبنا المجاهد..
خمسةٌ وستون عاماً انطوت على ذكرى النكبة الأليمة، ولا تزال فصول المؤامرة تستهدف شعبنا عبر محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حقوقنا، والتنازل عن ثوابتنا.
سنواتٌ أليمة مرّت علينا كانت شاهدةً على صور ومشاهد المأساة الإنسانية التي تجرّع مرارتها الآلاف من جماهير شعبنا تشريداً وعدواناً في مجازرَ إبادةٍ جماعية.
واليوم يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وحربه الشاملة ضد الإنسان قتلاً وحصاراً، وضد الأرض مصادرةً وتكريساً للاستيطان العنصري، وضد المقدسات تهويداً، وخطفاً لتاريخها وحضارتها.
يا أحرار أمتنا العربية والإسلامية..
ستةُ عقودٍ ونصف تمر على نكبة فلسطين، وفي ظل ذلك كله يُصر النظام الرسمي العربي أن يبقى لاهثاً نحو السراب، متوسلاً الرضا من الإدارة الأمريكية.
خمسةٌ وستون عاماً لم تتوقف إبانها للحظة مؤامرات الخبث والالتفاف على القضية، لتكتمل فصول المؤامرة بانفتاح عربي على الاحتلال عبر التطبيع والتنسيق الأمني بغية حماية أمن الكيان وضمان قوته عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
سنواتٌ كأداء مرت في ظل تصعيد العدوان ضد مدينة القدس، وفي ظل الخطر المتصاعد على المسجد الأقصى الذي يخطط الاحتلال لهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، والمثير للاستغراب أن كل ذلك يتم وسط طرح مبادرات تهدف لتكريس المشروع الصهيوني وتعزيزه بعد الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل المقاومة ومن ثورات الشعوب العربية.
إننا بـحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وإذ نستحضر هذه الذكرى الأليمة التي ألمت بشعبنا ولا يزال يعاني ويعيش فصول مرارتها وويلاتها منذ خمسة وستين حَولاً وحتى اللحظة، نؤكد على ما يلي:-
أولاً:النكبة ليست مجرد ذكرى أليمة, بل هي جريمةٌ صهيونية متواصلة، لا تزال ماثلةً أمام العيان, نتراءى تفاصيلها كل لحظةٍ مع اشتداد هجمة التهويد، واستعار المد الاستيطاني في القدس وسائر أرجاء فلسطين المباركة.
ثانياً:نجدد تمسكنا بأرض فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر حقاً كاملاً غير منقوص، وبمشروع المقاومة كضمان للتحرير والاستقلال. ونشدد على أن العودة إلى ديارنا وقرانا حقٌ متجذر فينا، لا تنازل عنه مهما بلغ حجم المؤامرات والخطط الرامية للالتفاف عليه.
ثالثاً:نؤكد رفضنا التام لمشاريع التفريط والتنازل التي ترعاها لجنة المبادرة العربية، والتي تريد تكريس تفاهمات فرضت على المفاوض الفلسطيني قبل أعوام.
رابعاً:إن قناعتنا الراسخة ببطلان وجود الاحتلال وبضرورة مقاومته ومجابهته بكل السُبل والوسائل المتاحة ستبقى الدافع لنا بالعمل على ضربه، وعدم السماح له بالاستقرار، ومهما كان حجم التضحيات فإنه يبقى هيناً أمام القيام بهذا الواجب والحق الذي لا انفكاك عنه حتى يأذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا.
خامساً:فلتتضافر كافة الجهود، وليتواصل العمل على مجابهة كل السياسات الهادفة إلى تكريس وجود الاحتلال، وتحصين الوعي العام بالحقوق والثوابت الوطنية، والأولويات العليا لشعبنا وقضيتنا، لا سيما في ظل ما نتعرض له من سياسات تضليل هدفها تزييف التاريخ، وتغيير الجغرافيا، وتحوير المفاهيم، وقلب الحقائق.
وختاماً:التحية لجماهير شعبنا الصابر المرابط على أرضه المحتلة، ولأولئك القابعين في مخيمات اللجوء والشتات .. التحية لأرواح شهدائنا الأبطال، ولأسرانا البواسل، والتحية موصولةٌ لأحرار أمتنا، وقواها الحيّة الداعمة لحقوقنا ومقاومتنا.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
الأربعاء5 رجب 1434هـ - 15/5/2013م