Menu
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
14:06تنويه مهم صادر عن الجامعة الاسلامية بخصوص فيروس "كورونا"
14:05مالية رام الله تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين
13:38وزارة الصحة: 8 وفيات و450 إصابة بفيروس كورونا و612 حالة تعافٍ
بقلم حمدي فراج

عن الجوع الذي لا يهزم

بقلم: حمدي فراج

السؤال الذي يطرحه كل فلسطيني بصوت خفيض ، وغالبا بينه وبين نفسه فقط ، ربما لعدم تيقنه من الجواب ، وربما خجلا من الذات، هو: لماذا لا يجد ماهر الاخرس حركة تضامن اوسع في معركته وحيدا امام الجلاد؟ هل هناك شك في عدالة معركته؟ هل ثلاثة اشهر في الامتناع عن الطعام قاربت على الانتهاء، فترة قصيرة في حسم مسألة الانتصار له، في انتظار اسبوع آخر او شهر رابع يكون خلالها قد كف جسده عن الاحتمال؟ وهل في مقدورنا بعدها كشعب وقيادات ومنظمات حقوقية تحمل عبء صمتنا وتبكيت ضمائرنا؟

وقبل الاجتهاد في الاجابة عن سؤال العجز والتقصير، لا بد من التقرير ان حالة الاخرس دخلت كل بيت فلسطيني وعشرات ملايين بيوت الامة واحرار العالم، وليس هناك من شخص واحد، سمع بجوعه الاسطوري الا وانتابه التأثر البالغ والتعاطف الاخوي والانساني، وقدح شرارة الغضب والحقد على هذه الدولة "الديمقراطية" التي لا تحتمل اطلاق سراح سجين يواجه الموت جوعا كل يوم منذ تسعين يوما . بالنسبة له لا تقاس الفترة بالايام ، بل بالساعات وربما بالدقائق ، فكل ساعة تمضي وكل دقيقة تدق تحمل معها معاناة عمر ودهر وذكريات وتطلعات .

شعور عارم بالعجز من اننا نستطيع تحريره ، مشوب بعدم الثقة في كل مقوماتنا، نظام عربي متهالك، سقط منه ما سقط، والباقي ينتظر وما بدلوا تبديلا، ثورة اختارت النزول عن "أحد" كي تحصل على غنيمة "الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، فلا على الدولة حصلت ولا على الثورة ابقت... مقاومة تهدد وتتوعد برشق بضعة قذائف في حالة موته ، ماذا سيقولون لزوجته ووالدته وابنائه الستة؟ لم نكن نستطيع فعل اي شيء قبل ان يموت؟ هل هذا جواب يصرف في ابجديات الثورات والمقاومات قديمها وحديثها؟ القيادة الوطنية الموحدة الجديدة التي بشر بها امناء الفصائل على الهواء مباشرة، أين هي من معركة ماهر؟ أم انها تنتظر اعادة انتخاب ترامب من عدمه لكي تنطلق في معركة ماهر وبقية الاسرى الذين امضى بعضهم اربعين سنة في الباستيلات، وعودة اللاجئين واستعادة القدس و تفكيك المستوطنات وانهاء الانقسامات واجراء الانتخابات الديمقراطية في قائمة مشتركة واحدة ، كل هذا متوقف على انتخابات امريكا بعد حوالي اسبوعين ؛ انتظرنا 27 سنة ، فلماذا لا ننتظر اسبوعين آخرين!

ترى، هل ينتظركم ماهر المفعم بالالم والعذاب والليل والجوع؟ جوع من نوع آخر ، يمتلك من التطلعات ما يمكنّه من ان يهزم الجلاد والشبع ، جوع شرس مسلح بأعتى اسلحة الانسان في كل مكان ، ضد العدو الذي لا يرحم ، والصديق الذي لا يفهم و لم يتعلم ، جوع أرخى ماهر سدوله على كل احرار العالم يحملونه في "الزوادة" التي لا تنضب والجوع الذي لا يمكن ان يهزم .

***

هو الكفاح فخطّي يا مطارقه / بقيد مضطهد تاريخ مضطهد * أماه مهما احتواني القيد منفردا / فإنني بنضالي غير منفرد * وان يعضك ناب الجوع مفترسا / فقد عجنت رغيفا من ضياء غد * من لم تودع بنيها بابتسامتها الى الزنازين لم تحبل ولم تلد ... معين بسيسو .