ارض كنعان/ غزة/ أكدّ يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية عدم وجود جدية من قبل حركة "فتح" لتطبيق المصالحة منذ أن عطّل رئيس السلطة محمود عباس المصالحة بعد استجابته لمطالب الإدارة الأمريكية.
وقال رزقة في تصريح لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" الأحد إنّ رئاسة السلطة تُدير الآن معركة إعلامية مُستغلة استقالة رئيس الحكومة سلام فياض وحاجة الضفة الغربية لتشكيل حكومة جديدة، "إلا أنّ ذلك لن يُصلح الفساد الموجود ولا ينم عن تحركات جدية".
وتابع "عباس بدأ يتحدث عن تشكيل حكومة توافق وطني برئاسته وفق ملفات المصالحة، ومن المعلوم أنه عطل المصالحة في مارس الماضي، بسبب زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، والطلب الواضح من الكونجرس الأمريكي ووزير الخارجية جون كيري باستئناف المفاوضات مع الاحتلال وتأجيل تنفيذ المصالحة".
ولفت إلى أنّ عباس بدأ يستثمر حالة الفراغ بعد استقالة فياض, باتجاه الإساءة لحركة "حماس" واتهامها بتعطيل المصالحة، على الرغم أنّ عباس لم يلتزم ببنود المصالحة، ولم يُشكل لجنة للانتخابات في المجلس الوطني ومنظمة التحرير بالخارج، ولم يصدروا قانون الانتخابات.
وأكدّ رزقة عدم وجود علاقة بين المصالحة واستقالة حكومة سلام فياض، "فالاستقالة جاءت نتيجة لتمرد فتح على رئاسة فياض للحكومة وخلافات داخلية فيما بينهم، وبسبب اختلاف فياض المباشر مع عباس حول استقالة وزير المالية نبيل قسيس".
وذكر أنّ الرئيس عباس يحاول استثمار استقالة فياض بعرض مشروع تشكيل حكومة ائتلاف وطني ولإعطاء عملية الاستثمار زخمًا، "والمتتبع لهذه الحملة التي يقودها رئيس السلطة وبطانته المقربة, يدرك أن العملية القائمة لا تزيد عن مناورة إعلامية تستهدف محاصرة اتهامات حماس له بالتراجع عما تم الاتفاق عليه في ملفات المصالحة".
وكانت حركة "فتح" قالت إن موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من إعلان الرئيس محمود عباس بدء المشاورات لتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية, لا يعكس الجدية المطلوبة لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية.
ووصف المتحدث باسم الحركة فايز أبو عيطة في تصريح صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة أمس السبت موقف "حماس" بالمرتبك والمتناقض، لافتاً إلى أنه ينطوي على تنصل من استحقاقات اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة.
وطالب حركة حماس بالتعامل بجدية أكبر مع ملف المصالحة والموافقة على إعلان الرئيس بدء المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة، سيما أنه كان مطلباً لها، داعياً إلى لقاء فوري بين حركته وحركة حماس لبدء هذه المشاورات، التي بموجبها ستتشكل أول حكومة توافق وطني منذ الانقسام في حزيران 2007.
وكانت حركة حماس أكدت على ضرورة السير بإنجاز ملفات المصالحة الخمسة (تشكيل الحكومة, والانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ومنظمة التحرير, والحريات العامة, والمصالحة المجتمعية) كرزمة واحدة بالتوازي، وفق ما تم الاتفاق عليه.
جاء ذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس محمود عباس قراره ببدء مشاورات تشكيل حكومة توافق وطني، بدلا عن حكومة سلام فياض المستقيل