بقلم/ أ. نادرة هاشم حامده
الهجرة حدث فريد نقل الإسلام نقلة نوعية من اسلام الافراد إلى إسلام المؤسسات والدولة حيث السيادة والعالمية.
حين نمعن في الهجرة نستقي منها دروسا كثيرة وعبر في التخطيط والتنظيم، في حسن القيادة والرؤيا الواضحة،و في الإعداد الجيد وكذلك نتعلم منها القيم الرائعة كالأمانة والصدق والإخوة والحب والوفاء والإخلاص و الإيثار، كما وتتجلى في أحداثها صفات الربوبية بالمعجزات والبركات ووعد الغيب و المستقبل،وغيرها الكثير من المستفاد والذي تناوله الكتاب في موضوع الهجرة بإسهاب
ولكني سأعرض قيمة أخلاقية كانت ليلة الهجرة في قيادة الكفر.، حيث يفرض علينا الواقع المؤسف الذي نعيشه هذه المقارنة بين سادة وحكام الكفر في ذلك الموقف وبين سادة وحكام الاسلام في وقتنا الحاضر في كل موقف
ليلة الهجرة كما تعلمون وقف الكفار من كل قبيلة فارس على باب محمد صلى الله عليه وسلم لينفذوا مخططهم الشيطاني في التخلص من الرسول الكريم بان يقتلوه ضربة رجل واحد، فيتوزع دمه على القبائل فلا تستطيع قريش أن تطلب له ثأرا، كان يقودهم في هذا المخطط فرعون هذه الأمة وسمي الجهالة عمرو ابن هشام (ابو الحكم) الذي كناه الرسول بأبي جهل لشدة إعراضه وبعده عن الحق ،ولأنه كان أعتى أعداء الإسلام،ومن أشد الكفار تعذيبا وتنكيلا بالمسلمين ليرتدوا عن الدين
ليلتها طال انتظار ابي جهل وفرسان القبائل معه على باب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ملوا واصابهم السأم، فقال أحدهم لأبي جهل (يا ابا الحكم، لو تسورنا جدار الدار وتلصصنا النظر لنعرف إذا كان محمد في الداخل ام لا)
منطقية المتكلم فرضها بقوة طول الانتظار وصعوبته، والعزم على إنهاء أمر الدين الجدبد بأي شكل، وكذلك الاتفاق المزمع عليه من جميع قبائل العرب في انهاء أمر محمد، ومع كل هذا يفاجئنا رد قيادة الكفر المتمثلة بأبي جهل
فقد رد.عليه ابو جهل قائلا:(قبحك الله وقبح رايك،بئس الرأي هو او تريد أن تعيرنا العرب اننا تسورنا الجدار وتلصصنا على بنات العم)
جملة تفرض المقارنة كما قلنا بقوة يا سادة حكام العرب ، فها هو ابو جهل الكافر لم يرض لنفسه منقصة تذكر بعده، وخشى أن يعيره التاريخ بلسان العرب بها ، فماذا عنكم.انتم أيها السادة،ونحن نرى من سيركم ما تشمئز منها مزابل التاريخ ، أما من انفة وكرامة عندكم مثل تلك التي عند ابي حهل؟ فلتعتبروا يا حكام العرب فإن التاريخ لا يرحم احدا
ليلة الهجرة ايها السادة لم يعمل سيد وزعيم الكفر ابو جهل بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) ورفض التلصص معتبرا بهذا لشرف بنات العم ولم يقبل ان يهتك ستر بيت عدوه في تسور الجدار واستراق النظر ، اعتبر لقرابته ولأنسابه ولصلة أرحامه، اعتبر للشرف العربي في ذلك وخشي أن يلعنه التاريخ
بينما انتم يا سادة حكام العرب كم وكم استار لنساء العرب مزقتها اياديكم،وكم من أعراض لنا انتهكها اعاديكم ، على مرآى ومسمع منكم وقد ملت حناجرنا تناديكم. فاعتبروا يا اصحاب العقيدة والدين، لعلها تشرق يوما في صفحاتكم السوداء للعز والشرف العربي شمس تليق بكم وتواتيكم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية