أرض كنعان / قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق: إن" الحركة وجميع مكونات الشعب الفلسطيني ترفض وبشدّة الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي، وهو يضر بشكل بالغ في القضية الفلسطينية، ويمنح الاحتلال غطاء للاستمرار في جرائمه بحق الشعب والأرض والمقدسات".
واعتبر أبو مرزوق في تصريح "للمركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع"، الاتفاق "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتضحياته، وتضحيات الشعوب العربية والاسلامية، وخيانة لتاريخ دولة الإمارات وشعبها الذي يرى في قضية فلسطين القضية المركزية لهم".
وأوضح أن هذا الاتفاق لن يغير من حقيقة الصراع، وهو مكافئة للاحتلال وتشجيعًا له على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد رفض ربط تطبيع العلاقات الاسرائيلية الإماراتية بحجة دعم الشعب الفلسطيني، قائلًا: "هذا تبرير واهي، ونحن لا نقبل إيقاف جريمة بحق الشعب الفلسطيني كالضم مقابل ارتكاب جريمة أخرى متمثلة في تطبيع العلاقة مع الاحتلال".
وأشار إلى أن هذا التبرير غير صحيح، وصرّح نتنياهو عقب الإعلان عن الاتفاق بأن خطط الضم لازالت قائمة وأن الاتفاق لا يغير من خططه شيئًا، وكرر تصريحه في موطن آخر.
ونبه إلى أنه "لا يجب النظر إلى التطبيع على أنه يُضر بالمصلحة الفلسطينية وحدها، فالاحتلال سرطان يحاول الشعب الفلسطيني كبحه واستئصاله، وهو لا يرضى إلا بالتوسع على حساب العديد من الدول العربية، إضافة إلى العبث بأحشاءها واثارة القضايا الخلافية داخل هذه الدول أو في العلاقات البينية داخل منطقتنا العربية والإسلامية".
وأشار إلى عبث هؤلاء الإسرائيليين في ملفات لازالت حاضرة آثارها، سواء مشكلة الأكراد في العراق أو مشكلة جنوب السودان، وحتى انفصالهم ومشكلة سد النهضة في اثيوبيا، أو مشكلة اللعب بأحشاء لبنان وسوريا وغيرها.
وأضاف "يجب أن تبدى الدول العربية رفض واضح للتطبيع، وأن تتخذ موقف معارض تجاه الشخصيات والكيانات المطبعة".
وأكد أن الدور الأكبر للشعوب، لأن ثقتنا بها أعلى، ونرى أنها صادقة في رفض الاحتلال ومقاومته، وعليهم التعبير عن غضبهم، ورفض ما يرتبط بالإمارات على المستوى الاقتصادي والثقافي وغيره، كتعبير عن غضبها، وحتى لا تستسهل قيادات دول أخرى السير على نحو هذا الطريق".
وحول إشادة بعض الأنظمة العربية على اتفاق التطبيع، قال أبو مرزوق: "لم نستغرب من إشادة أطراف عربية بإعلان الاتفاق، فالعديد من الحكومات العربية لا تمثل مزاج الشعوب ولا نبضها، ولم تكن هذه المعضلة وليدة اللحظة وإنما منذ مستمرة منذ عقود، والنبض الحقيقي لدى الشعوب العربية التي لا تزال ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية".
وتابع "على دولة الامارات وأي دولة تنوي التطبيع أن تنظر إلى أحوال الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام مع الكيان الإسرائيلي سابقًا، وإلى ما آلت إليه أحوالهم بعد عقود، ليدركوا بأن الهرولة نحو التطبيع لن ينعكس ايجابًا عليهم، وعلى العكس تمامًا، سيتسبب التطبيع بأضرار في مكانتها وسمعتها".
وفي إشارة لمسار السلطة واتفاقياتها مع الاحتلال، أضاف أبو مرزوق "المشكلة الأساس أننا كفلسطينيين اعترفنا بالكيان الصهيوني ونبذنا المقاومة وجرمناها واعتمدنا الحل السياسي لمشاكلنا، وكل هذه الأخطاء شجعت معظم دول العالم على الاعتراف بالكيان وإقامة علاقات سياسية معه".
وأشار إلى أن علاقات الكيان مع دول العالم كانت لا تتعدى 73 دولة، والآن 163 دولة من مجموع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتابع "شجعنا بعض الدول لعلاقات مع الكيان كما حدث مع عُمان وتساهلنا وتعاملنا مع أمريكا كوسيط والعالم أجمع يعلم أن أمريكا لم تكن وسيطًا نزيهًا، ولم نلتفت إلى قوانا الذاتية ووحدنا صفنا، وراهنا على شعبنا حتى ننهض بقضيتنا ونستعيد وحدتنا".