Menu
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
14:06تنويه مهم صادر عن الجامعة الاسلامية بخصوص فيروس "كورونا"
14:05مالية رام الله تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين
13:38وزارة الصحة: 8 وفيات و450 إصابة بفيروس كورونا و612 حالة تعافٍ
13:14الأسرى يغلقون سجن "جلبوع" بعد اقتحامه والتنكيل بهم
13:13أحكام على مدانين في قضايا قتل منفصلة بغزة
13:10قطاع المعلمين بأونروا: صعوبات تواجه التعليم الإلكتروني ولا بديل عن "الوجاهي"
13:08الأوقاف ترفض الاساءة للرسول عليه السلام
12:48مصادر صحفية: تكشف عن موعد صرف المنحة القطرية
12:49منظومة دفاع جوي في قطاع غزة؟
12:46(يديعوت أحرونوت): طائرة إسرائيلية هبطت أمس بمطار الدوحة وعادت اليوم لتل أبيب
12:43الحكم المؤبد على مدانين في خانيونس ودير البلح بتهمة القتل
12:40عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
12:39إغلاق محكمة الاستئناف الشرعية بنابلس بعد إصابة قاض بكورونا
12:37مليارات الدولارات من السعودية والامارات تمطر على الاردن فجأة !!
بقلم عماد سليم محسن

(أبو جهاد) ... لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة

بقلم: عماد سليم محسن

خليل الوزير، قائد فلسطيني من طرازٍ خاص، اكتفى من حظه في هذه الدنيا بأن عشق تراب وطنه، وبذل جهده كله ومسيرته كلها وعمره بأكمله في سبيل الحرية، فكان أن جنّدت دولة الاحتلال كتيبة عسكرية بأكملها لاغتياله، وتحقق لها ما أرادت بأن تمكنت القوة الغاشمة من تفريغ ما يزيد عن (70) رصاصة في الجسد الفلسطيني الطاهر، الذي ولد في يافا، ثم عاش في غزة، ثم انتقل إلى الدراسة في جمهورية مصر العربية، ومنها إلى الخليج العربي، وبعدها إلى الأردن، ثم لبنان، ثم كانت الشهادة في تونس، ليستقر به المقام في مقبرة الشهداء في العاصمة السورية دمشق.

يسمع الكثيرون بعبارة (أول الرصاص، وأول الحجارة)، وفي الواقع أن هذه التسمية يُنعت بها أبو جهاد، قبل أن تصبح شعاراً يخص فتح، فقد كان الرجل قائد الكفاح المسلح الفلسطيني حتى يوم استشهاده، وكان كذلك هو من تولى مسؤولية إدارة انتفاضة الحجارة، فكان أول الرصاص وأول الحجارة، وليس غريباً أن تقتحم عليه القوة الخاصة الصهيونية مقره في حي (سيدي بو سعيد) في العاصمة التونسية وهو يعكف على صياغة بيانٍ جماهيريٍ للأرض المحتلة، سطر في أول الصفحة عبارة (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة) ليصبح شعار الجماهير في تلك الحقبة، وليس غريباً رسالته التي أبرق بها إلى أجيال فلسطين والي تزينت جوانبها بدمه الطاهر، فكان آخر من خطته يداه عبارة (لنستمر في الهجوم حتى النصر)، فقد كانت هذه فتح التي عاش أبو جهاد فيها مؤسساً وقائداً ورمزاً وطنياً ومدرسة كفاحٍ وطنيٍ متكاملة.

في ذكرى استشهاد أبو جهاد، يليق بك فتحاوي وكل فلسطيني أن يفخر بهذا القائد العبقري، الذي تمكن من الوصول إلى قلوب كل من عرفهم، وكان الأقرب لكل رجالات المقاومة الوطنية لسنواتٍ عديدة، وكان أول من تبنى القيادات الشابة في الحركة، وعمل على تأهيلها، وصقل معارفها، ومنحها الفرصة لتتقدم الصفوف في المواجهة، هذه القيادات التي أخذت على عاتقها استمرار الانتفاضة بعد استشهاد أبو جهاد، ثم تؤسس السلطة الوطنية، ثم تقود الكفاح السياسي بجوار الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، ثم ما تزال تحمل على عاقتها مسؤولية استعادة الوهج الكفاحي لحركة فتح، بعدما عصفت بها الخطوب، وبعدما تمكن البعض من تحويلها إلى أداةٍ وظيفيةٍ طيّعةٍ ومنكفئة على مصالح البعض، فتح التي يتوجب عليها أن تحمل اللواء دوماً بروح المقاوم الشجاع، الذي يستلهم سيرة الخالدين من شهداء الحركة والوطن، أمثال أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وغيرهم، وأن تواصل الزحف في قيادة الجماهير نحو حريتها واستقلالها الوطني.

رسالة الفتحاويين في ذكرى استشهاد أبو جهاد هي ضرورة استعادة فتح، وترسيخ وحدتها النضالية، لتقود الحركة الوطنية من جديد، وتستعيد ريادتها للمشروع الوطني، لأن فتح المقسمة والضعيفة والمطواعة لا يمكن لها أن تكون أهلاً لهذا الإرث العظيم من التضحيات، ولا خيار أمام فتح إلا أن تدير ظهرها لحقبةٍ سوداء في تاريخها، تعنونت بالإذعان والتفرد والتسلط على أقوات الناس ومصائرهم، وعجزٍ سياسيٍ أفضى إلى نفقٍ مظلمٍ لم تبرحه فتح حتى يومنا هذا، ولا بديل هنا عن استلهام قانون المحبة الذي أرساه قادة فتح العظام، وكرسته أدبيات الحركة التي طال انتظار تطبيقها قولاً وعملاً، وبدون ذلك لن تكون هذه الأجيال مؤهلة لاستلام الراية والأمانة التي حمّلنا إياها أبو جهاد قبل أن يرتقي إلى العُلا شهيداً نتذكره كلما تناظرنا وطنياً بشأن مفهوم العزة والكرامة.