أرض كنعان
طالب الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، الاحتلال الإسرائيلي بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، في ظل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال هيرست في مقال نشره موقع "ميدل إيست أي" البريطاني إنه يجب أن يقال لإسرائيل إن عليها أن ترفع الحصار عن غزة، أو ستعاني هي نفسها من تداعيات العقوبات والعزلة"، وفق قوله.
وأضاف "يجب أن يقال لإسرائيل إن عليها أن ترفع الحصار عن غزة، أو ستعاني هي نفسها من تداعيات العقوبات والعزلة".
وأشار إلى أن المستشفيات تعد نفسها في مختلف أرجاء العالم الغربي، لمواجهة تسونامي من المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس بسبب فيروس كورونا.
وقال "في بريطانيا تتدافع شركات صناعة السيارات باتجاه إنتاج أجهزة التنفس، ويجري إعداد الخطط ليقوم الجيش بإقامة المستشفيات في مراكز المؤتمرات، وفي أونتاريو بكندا، يجري إخلاء الأجنحة، وإعداد الخطط، كما يجري فحص أنماط العدوى. إذا لم ينجح سبعون بالمائة من السكان في تقليص تواصلهم الاجتماعي بمقدار سبعين المائة فلن يجدي نفعا الإغلاق. الأعصاب مشدودة والناس في قلق".
وذكر "فكيف تتصور الأمور في غزة إذن؟ هذا سؤال لا يُطرح كثيرا هذه الأيام حيث تم إسقاط الفلسطينيين من جدول الأعمال الدولي، سواء كلاجئين أو كشعب".
وأضاف "ماذا تظن سيحدث لقطاع محاصر لا يوجد فيه سوى 56 جهاز تنفس اصطناعي وأربعين سرير عناية مركزة لخدمة ما يقرب من مليونين من البشر؟".
وقال "بالمقارنة، وطبقا لأرقام صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوجد في ألمانيا 29.2 سرير عناية مركزة لكل 100 ألف شخص، وفي بلجيكا 22، وفي إيطاليا 12.5 وفي فرنسا 11.6 وفي بريطانيا 6.5. أما غزة ففيها 2 لكل مائة ألف".
وأردف "في كل مكان يتساءل العاملون في الإسعاف الطبي ما إذا كان كوفيد 19 سيركعهم ويفرض عليهم الاستسلام، أما في غزة فلا يسألون أنفسهم ذلك، وذلك أن المنظومة الصحية هناك جاثية على ركبيتها منذ حين، وعن قصد، لدرجة أن الأمر يبدو طبيعياً جداً، ولا يعتبر خبراً يستحق أن يعبأ به".
وقال "لم يزل الوضع على ذلك منذ ثلاثة عشر عاما، ولم تتوقف طوال ذلك الوقت التحذيرات من أن منظومة الصحة في غزة على وشك الانهيار".
وأشار "في حزيران/ يونيو من عام 2018، في مطلع عام قتل فيه الجنود الإسرائيليون 195 فلسطيني وجرحوا ما يقرب من 29 ألف إنسان خلال مسيرات العودة الكبرى، قال خبراء الأمم المتحدة إن الرعاية الصحية في عزة وصلت نقطة الانكسار".
وأضاف "خلال الحرب في عام 2014، استهدف الإسرائيليون بالقصف المستشفيات ذاتها، مثل مستشفى الأقصى في دير البلح ومستشفى الوفاء في الشجاعية. واستهدفوا بنيرانهم كذلك عن عمد سيارات الإسعاف. ولكن، هذا هو الذي يجري في غزة بشكل يومي على كل حال، حيث ترتكب ضد أهل القطاع أعمال في غاية التوحش لا ترقى لأن تصبح عناوين رئيسية في وسائل الإعلام حول من ذا الذي يموت ومن ذا الذي يعيش في غزة".