Menu
23:47منخفض جوي الأربعاء.. هذه تفاصيله
23:45وفاة عميل "FBI" الذي قبض على صدام حسين
23:43"الأوقاف" تغلق 3 مساجد في شمال غزة بسبب "كورونا"
23:40سفارة فلسطين بالقاهرة تصدر تنويها للعالقين بالجزائر والراغبين بالعودة لقطاع غزة
23:39المباحث بغزة تكشف تفاصيل إلقاء القبض على قتلة المواطن الحداد
23:35تظاهرات ضد نتنياهو في أنحاء متفرقة بإسرائيل
23:34أبو حسنة يوضح آلية عودة طلاب "الأونروا" إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة
23:33تفاصيل اتفاق "اتحاد المعلمين" مع "التربية والتعليم": انتظام صرف الرواتب.. ولجنة لمعالجة ملفات غزة
23:31صحة غزة "قلقة" من تزايد إصابات كورونا.. وتحذر من العودة للاغلاق الشامل
23:29قيادي بالجهاد: ضغوط كبيرة تستهدف المصالحة.. ويوجه رسالة لـ"فتح" بشأن الانتخابات
15:19السفير العمادي يعلن موعد والية صرف المنحة القطرية 100$ للاسر الفقيرة بغزة
12:44فورين بوليسي: محمد دحلان يد الإمارات الخفية في اتفاقيات السلام ودوره مرتبط بالانتخابات الأمريكية وتجاوز لعبة الانتقام
12:43توضيح من التنمية بغزة حول موعد صرف شيكات الشؤون والمنحة القطرية
11:34الجزائر: فرنسا استخدمت عظام مقاومينا في صناعة الصابون
11:31قيادي بـ "الجهاد": لم نشعر بأن هناك جدية بتنفيذ مخرجات اجتماع بيروت رام الله
أبو الحسن حميد

في اليوم العالمي للمرأة.. كتب أبو الحسن حميد

بقلم / أبو الحسن حميد

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"

                                               التحريم (11،12)

قل صدق الله وكذب الذين من دونه، صدق إذ جعل نموذج الإيمان امرأتين، وصدق إذا جاوز الأجر للمؤمنين والمؤمنات والصابرين والصابرات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات. فكل هذه الإشارات وغيرها من اللمحات القرآنية تقوم شامخةً لتؤكد على دور المرأة ومحورية وجودها في الحياة الدنيا، وفي النهج الرباني الإسلامي الذي ارتضاه لنا ربُّ العزة.

فالمرأة التي خُلقت من آدم كانت كآدم في حسن الصورة وعلم البيان وعلم الأسماء والتكليف، وكانت مثله في الجزاء والوعد والوعيد، وكانت مثال التوبة الصادقة مع آدم –عليه السلام- يوم أكل الشجرة. والمرأة أيضاً كانت مبشرةً مع إبراهيم بالذرية الصالحة، وجعل الله –عز وجل- هرولة امرأةٍ أخرى وطوافها شعيرةً من شعائر الله المعظَّمة يقصدها زوار البيت العتيق مقتفين أثر امرأة صالحةٍ توكلت على الله حق توكله، والمرأة الصالحة أمٌ ألقت ولدها في اليم وَحْياً بعد أن خافت عليه، وحُرّمت مراضع الأرض مجتمعةً عليه كرامةً لامرأة توكلت على الله حق التوكل، المرأة الصالحة امرأةٌ نشأت في المحراب ترزق بين عشيةٍ وضحاها، وممتحنةً بحملٍ من غير زواجٍ امتثالاً لأمرٍ رباني ببعثةٍ وآيةٍ أخرى بنطق وليدها براءةً لها ودعوةً إلى الدين الحق.

ويستَتبع مسلسل المرأة الصالحة حلقاته ببعثة سيد الخلق، فكانت زوجه خديجة-رضي الله عنها- مستهل  الدعوة بل والمساهمة في تثبيت النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-  والتهدئة من روعه يوم بعثته، وكانت المصدقة له الرابطة على قلبه  في ظل تكذيب قومه له، واستهل مسلسل الشهادة في هذه الدعوة بامرأةٍ هي المجاهدة الصابرة سمية بنت خياط –رضي الله عنها- أول الشهداء في تاريخ الإسلام العظيم، وتقمصت فيه أسماء ذات النطاقين بنت الصديق –رضي الله عنها- الدور المثالي والأمني في رحلة هجرة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-  ، وبقي نطاقها تشريفاً وتعظيماً لها ولدورها في إقامة شعلة الدين بعد أن تكالب العرب على إخمادها بأيدهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره بجنودٍ منه كانت المرأة أحدهم. وتأتي حلقاته تترى على جوانب الحياة مجتمعة، وليس المشاركة الجهادية وحسب، فالمرأة أنموذج الشورى الأعظم المتجسد في مشورة زوج النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-  أم سلمة –رضي الله عنها-، فقد أجرى الله على عقلها ولسانها حكمةً كان مؤداها نجاة المسلمين وطاعتهم للنبي –صلى الله عليه وآله وسلم- في يوم الحديبية بعد أن أوشكت الأمة على الهلاك، وامتد دور المرأة ليشمل الإنتاج والعمل والحافزية والرغبة في التغيير،  فقدمت في عصر النبوة زوج النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-   زينب بنت جحش –رضي الله عنها- دور المرأة العاملة التي تكسب قوت يومها وتتصدق على الفقراء والمساكين حتى سميت أم المساكين . ولم تنسَ المرأة حظها في التلقي والتلقين والتعلم والتعليم حتى أوصى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-   أن نأخذ ديننا عن الحميراء عائشة زوج النبي –صلى الله عليه وسلم- وبرزت محدثاتٌ معتبراتٌ لحديث النبي –صلى الله عليه وسلم-، فكانت أم الدرداء صاحبة كرسي في جامع دمشقٍ يؤمه طلبة العلم.

ولأن أمة الإسلام أمةٌ لا تموت، فإن من المفترض أن دور المرأة فيها لا ينبغي أن يموت أو أن يفتر، فالمرأة الفلسطينية جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة التي حظيت فيه المرأة بهذه الحظوة الحسنة، وكانت كرحم الإسلام التي أنجبتها حاضنةً للعمل والجهاد والعلم والعطاء، فالمجاهدون الأكرم منا جميعاً نتاج تربية أمهاتهم، فصبر الخنساء وثبات قلبها قد تجسد في شخص الحاجة/ أم رضوان الشيخ خليل والحاجة/ أم إبراهيم الدحدوح، اللتين قدمتا فلذات أكبادهن شهداءً في معارك الكرامة، مثلهن مثل الحاجة/ أم نضال فرحات التي قدمت أبناءها جنوداً على طريق الجهاد والمقاومة، والقائمة طويلة لا تنتهي من هذه النماذج العظيمة التي قدمت أبناءها قرابين لله تعالى على خطى تحرير المسجد الأقصى وفلسطين فضلاً عن القناديل الاستشهادية النسوية التي قيدت بفتيل الشهداء من القادة العظام الذي كانوا خير واعٍ لدور المرأة المشترك في المشروع الإسلامي بوجهٍ عام وفي مشروع الجهاد والمقاومة بوجهٍ خاص. فمسير المقاومة قد بزغ كثيراً بدماء الاستشهاديات دلال المغربي وهنادي جرادات وهبة دراغمة وميساء أبو فنونة. بل إن المرأة الشريكة في كل شيء خطت جزءاً عظيماً من نضال الحركة الأسيرة في سجون العدو، وبزغت فيه العديد من الأسيرات الماجدات، أمثال لينا الجربوني ومنى قعدان وعطاف عليان ونوال السعدي وأحلام التميمي وسهام الحيح ونوره جابر وغيرهن من الأسيرات الماجدات في سجون العدو. ولا نغفل عن دور النساء الفلسطينيات العاملات اللاتي ينطلقن إلى أعمالهن مع تنفس الصباح ويعدن ما بعد ساعات الظهيرة، ليباشرن تربية وتهذيب أبنائهن وإتمام أعمالهن المنزلية، غير آبهاتٍ بوحشة الشتاء أو قيظ الصيف أملاً في النهوض بعوائلهن ومساندةً لأزواجهن.

لذا فمن المفترض بالنساء أن يوقفن عملية الانسحاب والتقهقر من دورهن المفترض الذي لا غنىً لأي مشروع عنهن فيه. فالمطلوب منهن الانخراط أكثر في صميم العمل المجتمعي في مختلف الصفوف من الرأس حتى القاعدة. إن رهاننا عليكن يا نساء فلسطين كرهاننا على قطاعاتٍ مبشرة وهامة في المجتمع كقطاع الشباب، فأنتن جزءٌ هام من نسيج المجتمع الفلسطيني ونجاحنا الاجتماعي معتمدٌ  بشكل مطرد على اندماجكن المتزايد في أماكن العمل، فضلاً عن دوركن المنتظر كوارثات شرعيات لإرث أمثلة الإيمان مريم و امرأت فرعون –عليهن السلام-، كصبر النساء الصالحات، والنماذج المشرقة التي قد سبق أن ذكرت، عاشت المرأة الفلسطينية الصابرة المرابطة ، وعاشت كل المرابطات الصابرات في المسجد الأقصى ، عاش شعبنا الفلسطيني المجاهد ، والتحية كل التحية للشهداء وأهالي الشهداء ، للأسرى وأهالي الأسرى ، للجرحى وأهالي الجرحى ، وكل عام وأنتن بألف خير وعزٍ وكرامة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم الحاج

أبو الحسن حميد