ارض كنعان -ذا كنتم تعيشون في بلد لا يلجأ كل عام إلى العمل في التوقيت الشتوي مثل تركيا مثلاً، فعليكم الانتباه إلى هواتفكم الذكية التي من الممكن أن تعود ساعة إلى الوراء أوتوماتيكياً، كونها تُحدث نفسها تلقائياً.
ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام تلجأ غالبية الدول في العالم إلى بدء العمل في التوقيت الشتوي، وذلك عن طريق تأخير الوقت ساعة إلى الوراء.
ورغم أنّها مجرّد ساعة واحدة، فإنها مفيدة جداً للكثيرين، لذلك سنقدم لكم اليوم كل ما تريدون معرفته عن فوائد تأخير الساعة، وما هي الدول التي تعمل بهذه الآلية والأسباب.
بدء العمل في التوقيت الشتوي
بكل اختصار فإن العمل بالتوقيت الشتوي هو للاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار، فعندما نؤخّر الساعات بمقدار ساعة في الخريف، فإننا ننقل إحدى ساعات الليل إلى النهار، حيث يمكن للمزيد من الأشخاص الاستفادة من هذه الساعة. والعكس في الربيع.
ففي الخريف نقوم بتأخير التوقيت ساعة إلى الوراء أما في الصيف فتتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي بتقريبها ساعة.
متى بدأ كل ذلك؟ لماذا تم التلاعب بالوقت؟
وفق صحيفة The Guardian البريطانية، فإن فكرة التلاعب بالوقت لتوفير الطاقة أو جعل اليوم يبدو أطول تعود إلى أكثر من 200 عام، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى بدأت الحرب العالمية الأولى تأخذ منحى خطيراً.
بسبب نقص إمدادات الفحم في جميع أنحاء أوروبا، اضطرت ألمانيا وحليفتها الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى تطبيق نظام تأخير التوقيت في 1916 من أجل توفير الطاقة، وسرعان ما تبعتهما مجموعة أخرى من الدول على جانبي الصراع.
بدأ تطبيق هذا النظام في بريطانيا في مايو/أيار 1916، وظلت متمسكة به منذ ذلك الوقت.
تراجعت العديد من الدول عن تطبيق هذه الحيلة بعد انتهاء الحرب عام 1918، ولكنها عادت مجدداً خلال أزمة الطاقة في سبعينيات القرن الماضي.
ماذا يحدث هذا العام؟
جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي سوف تؤخر ساعاتها بمقدار ساعة واحدة يوم الأحد، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بموجب القانون الذي ينظم مدة التوقيت الشتوي لمنع انتشار التغيرات الموسمية المختلفة عبر الدول المجاورة.
في الولايات المتحدة، سوف تؤخر الساعات بمقدار ساعة في أول يوم أحد من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، والذي يوافق هذا العام 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
أما في الدول العربية فغالبيتها ستبدأ العمل ما بين 25 و27 أكتوبر/تشرين الأول.
نصف الكرة الجنوبي يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي
على عكس نصف الكرة الشمالي، سيكون النصف الجنوبي من الكرة الأرضية على موعد مع بدء العمل بالتوقيت الصيفي، وقد بالفعل فقد كانت نيوزيلندا أول البادئين عندما قدمت توقيتها ساعة واحدة في نهاية سبتمبر/أيلول وتبعتها الولايات الأسترالية التي تُطبّق التوقيت الصيفي (نيوساوث ويلز، وفيكتوريا، وجنوب أستراليا، وتسمانيا، ومقاطعة العاصمة الأسترالية) في أول يوم أحد من شهر أكتوبر/تشرين الأول.
أما أستراليا فقررت الاستقرار على نظام التوقيت الصيفي طوال العام منذ 2011، ولكن أدّى ذلك إلى حلول الظلام في وقت الظهيرة في بعض المناطق، لذا قررت في عام 2014 العودة إلى التوقيت القياسي في الخريف. وبقيت الساعات على حالها منذ ذلك الحين.
ما هي الآثار المترتبة على تغيير التوقيت؟
بداية، أجمل وأفضل ميزة هي البقاء ساعة إضافية في السرير. ولكن تغيير التوقيت له تبعات أكبر، على استخدام الطاقة، والزراعة، وحتى الحالة المزاجية.
البعض يقول إن تغيير التوقيت لا يوفر الطاقة فعلياً، لأن توفير الاستخدام المنزلي في ليالي الصيف يُستبدل بالمزيد من الاستهلاك الصباحي.
بينما التأثيرات الصحية التي يُروّج لها على نطاق واسع تتضمن: قدرة الأشخاص على التعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس خلال أشهر التوقيت الصيفي، مما يعزز من مستويات فيتامين د لديهم، بينما يشير المنتقدين إلى أن اضطراب الإيقاعات اليومية (أنماط النوم) قد يؤثر سلبياً على صحة الإنسان.
ووجدت بعض الدراسات أن مخاطر الإصابة بأزمات قلبية تزداد خلال أول ثلاثة أسابيع بعد تغيير التوقيت في الربيع.