أرض كنعان/ القدس/ نظمت القيادات الوطنية والإسلامية في بيت المقدس وأكنافه اليوم الأحد (17-3) تظاهرة احتجاجية ضد استمرار وتصعيد انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله في القدس، وذلك بمشاركة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – وعدد من أبناء وقيادة الحركة الإسلامية في الداخل، وقيادات وطنية ودينية من القدس.
ونظمت التظاهرة في الجزء المتوسط مما تبقى من المقبرة، ورفعت اللافتات باللغتين العربية والانجليزية المنددة بجرائم المؤسسة الصهيونية وانتهاكاتها المستمرة، كما ورددت الشعارات المماثلة.
وختمت التظاهرة بمؤتمر صحفي، أداره المحامي زاهي نجيدات – الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل، واستهل المؤتمر بحديث للمهندس أمير خطيب – مدير"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"- الذي عرض خرائط ووثائق، وكشف عن مشاريع تهويدية تخطط بلدية الاحتلال بالقدس لتنفيذها في المستقبل القريب، وأخرى بدأت بتنفيذها، مشيراً إلى أن بلدية الاحتلال تسعى إلى تحويل المقبرة إلى ملهى ليلي ومرفق سياحي تهويدي ضخم.
من جهته شكر الدكتور الشيخ عكرمة صبري- رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى- في كلمته وسائل الإعلام الذين ينقلون ما يجري في مأمن الله، وقال "إن المشاريع التي أقيمت على المقبرة باطلة ويجب على العالم أن يعمل على إيقافها بشكل سريع وفوري"، مبينا "أن مقبرة مأمن الله في القدس هي أعرق وأكبر المقابر التاريخية الإسلامية في القدس، بل في عموم البلاد".
بدوره قال الشيخ رائد صلاح "إن الجرائم التي لا تزال تمارسها المؤسسة الصهيونية بحق مقبرة مأمن الله تجعل العالم يلعنها على هذه الجرائم، والأموات والأحياء يلعنونها أيضا"، واكد "إنه سيأتي اليوم الذي سيُحاكَم فيه كل من يحاول نبش قبر صحابي أو رجل صالح في مأمن الله".
وأضاف إن ما يجري الآن في مأمن الله هو نفس المسلسل الذي كان في السابق تحت عذر أنها تحولت إلى ملك غائب، الأمر الذي اتخذته المؤسسة الصهيونية ذريعة لاختلاس وسلب هذه المقبرة، معتبرا ذلك كذبا ودجلا و"ضحكا على الذقون"، وأكد أن القبور لن تغيب ولن ترحل فكيف لها أن تكون ملك غائب ؟!".
أما الحاج مصطفى أبو زهرة – رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس- فأكد أن مقبرة مأمن الله تتعرض لانتهاكات متعددة من قبل أذرع الاحتلال وعلى رأسها بلدية الاحتلال، وقال إن رفات الصحابة والصالحين في مأمن الله ينتهك بشكل مستمر من قبل المستوطنين، وإن قدسية الأموات تهان من قبل شواذ اليهود الذين اتخذوها مرتعا لممارسة الرذيلة فيها، فضلا عن حدائق الكلاب المقامة على أرضها، مؤكدا أن المقبرة تتطلب جهدا إسلاميا وعربيا كبيرا لإنقاذها من اعتداءات المؤسسة الصهيونية.