أرض كنعان - غزة - اعتبر محللان مختصان بالشأن الإسرائيلي أن الرسالة التي نشرها الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" حول الجنود الأسرى لدى الكتائب جاءت في الوقت المناسب دعمًا لإسناد الاسرى، وتزامنًا مع السباق المحموم لقادة الأحزاب الإسرائيلية نحو الفوز بالانتخابات ثم تشكيل حكومة جديدة.
ورأى المحللان أن رسالة أبو عبيدة كشفت عن معلومة مهمّة أن كل أو بعض الجنود الأسرى الإسرائيليين الذين في عهدة القسام "أحياء يتنفسون، وليسوا أمواتا"، وذلك حينما أعلن الناطق باسم الكتائب أن توجيهات صدرت لـ"وحدة الظل" التابعة للقسام "بالضغط على أسرى العدو؛ معاملةً بالمثل، وانتصاراً لأسرانا الأبطال".
تغيير المعاملة
واعتبر الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي رامي أبو زبيدة أن رسالة القسام جاءت من أجل دعم واسناد الأسرى في إضراب الكرامة، في ظل تعنّت الاحتلال وفرض إجراءات قاسية على الأسرى الفلسطينيين داخل السجون.
وأوضح أبو زبيدة خلال حديثه الخاص لوكالة "فلسطين الآن" أن المقاومة مهتمة بموضوع الأسرى "وإعلان القسام بالأمس واضح وصريح بأن الجنود الأسرى لديها هم أحياء وليس أموات، ويستطيع معاملتهم من خلال الضغط عليهم بالمثل كما يتعامل الاحتلال مع أسرائنا في السجون".
وتوقع أن تُغير المقاومة المعاملة الحسنة الذي كان يتلقاها الأسير السابق جلعاد شاليط في الأسر "نتيجة الضغط العدواني الذي تقوم به إدارة السجون تجاه الأسرى الفلسطينيين".
وأشار إلى أن هذا الإعلان سيجدد "حالة الضغط" لدى ذوي الأسرى الجنود، وفتح المجال أمام الغموض الذي يكتنف مصيرهم في يد المقاومة.
رد عكسي
وحول إعلان القسام عن رسائله في موعد ذهاب الإسرائيليين لانتخابات "الكنيست"، أكد أبو زبيدة أن الاحتلال حاول الضغط على الأسرى، وخاصة أسرى "حماس" في هذه الفترة؛ لإشعار المجتمع الإسرائيلي الذي يثير موضوع الأسرى لدى المقاومة في كل وقت، بأنه يحاول الضغط على المقاومة من أجل فتح ملف المفاوضات على الأسرى.
ورأى أبو زبيدة أن "رد المقاومة جاء عكسيًا على الاحتلال، من خلال إصرارها على شروطها" التي وجهتها لدولة الاحتلال للبدء في أي صفقة تبادل أسرى قادمة.
وأضاف "رسالة القسام هي من أجل الضغط على المجتمع الإسرائيلي الذاهب للانتخابات، وتعزيز قوة ومناعة الأسرى الفلسطينيين من أجل تحقيق مطالبهم العادلة".
وعن وجود وسيط محتمل حول ملف تبادل الأسرى، أكد أبو زبيدة أنه "لا يتوفر معلومات حتى الآن"، مبيناً أن شروط بداية الصفقة معروفة منذ الحديث بها "وهي الإيفاء بالتزامات صفقة "وفاء الأحرار" الأولى والإفراج عن المحررين الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 حتى يتم البدء بالحديث عن صفقة جديدة".
وشدّد على أن إعلان القسام "وجود أسرى أحياء يعزز من تحرك الوسطاء ويعزز من الحراك داخل المجتمع الإسرائيلي من أجل تسريع عملية التفاوض حول صفقة تبادل أسرى جديدة".
ولفت إلى أن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية "قد يُسرع من إنهاء هذا الملف، الذي يعتبر حملًا ثقيلًا على نتنياهو منذ عام 2014".
رسالة لحكومة الاحتلال
من جانبه، رأى المحلل في الشأن الإسرائيلي نائل عبد الهادي، أن رسالة القسام بالأمس حول الأسرى الإسرائيلين، لم تُشر بالمجمل إلى أن جميع الأسرى أحياء، بل تشير أن "جزءًا منهم على قيد الحياة"، مؤكداً أن "الرسالة لم تعطِ تفاصيل دقيقة على أي منهم على قيد الحياة".
وأشار عبد الهادي خلال حديثه الخاص لوكالة "فلسطين الآن" إلى أن تعمّد القسام نشر هذه الرسالة في ظل وجود انتخابات إسرائيلية هي رسالة لحكومة الاحتلال القادمة، حول ما هي مقبلة عليه تجاه الأسرى.
وأضاف "هي رسالة تذكير للمجتمع الإسرائيلي حول قضية الجنود بأنها لا زالت موجود، وللتأثير على مجريات ردة فعل الإسرائيليين على إضراب الأسرى".
وحول وجود وسيط محتل لصفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، أكد عبد الهادي أن الوسيط يطلب الإفصاح عن معلومات حول الأسرى، من خلال طلب فيديوهات أو صور لهم، وليس من خلال تصريحات مكتوبة.
رسالة القسام
وكشف الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء الثلاثاء، عن توجيه قيادة الكتائب تعليمات عسكرية لـ"وحدة الظل" المشرفة على إخفاء الجنود الإسرائيليين الأسرى في قبضة المقاومة.
وقال أبو عبيدة، في تصريح عبر قناته في "التيلجرام"، إنّه "وأمام ما يعانيه أسرانا من بطش المحتل وغطرسته فقد أعطت قيادة القسام توجيهاً لوحدة الظل بالضغط على أسرى العدو؛ معاملةً بالمثل وانتصاراً لأسرانا الأبطال".
وخاطب الناطق باسم القسام قادة الاحتلال بالقول عن المعاملة التي تلقّها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط سابقًا لدى المقاومة "لن تتكرر مع أسراه لدينا"، في ظل استمرار الاحتلال بالتنكيل بالأسرى وذويهم.
ووجّه أبو عبيدة التحية للأسرى في سجون الاحتلال قائلًا "نحمل همّكم فعلاً لا قولاً، ونضع قضيتكم فوق كل اعتبار".