من وليد حسن- قالت اخلاص العرجان (26 عاما) الام المشتبه بها بقتل اطفالها الثلاثة في النقب، انها ارتكبت جريمتها بفعل سيطرة الجن عليها، وانها عندما ذبحت اولادها الثلاثة انما كانت تنفذ أوامر الجن الذي اقترن بها منذ ولادتها الأخيرة قبل نحو شهرين.
وأضافت اخلاص التي انفجرت ببكاء مرير عدة مرات اثناء التحقيق معها في الوحدة المركزية للتحقيقات في لواء الجنوب، "لا أصدق انني قتلت اولادي بيدي، هذا غير ممكن، هنالك خطأ ما قد حدث، مستحيل ان أكون قد قتلتهم، كيف فعلت هذا وبهذه البشاعة، اريد رؤيتهم، لقد اشتقت اليهم!!
وبعد ان هدّأ المحققون من ثورة أعصاب الأم حاولوا تكرار السؤال عما ذا كانت تعاني من مرض معين أو تكون قد توجهت للعلاج، فقالت الأم المشتبه بها: "منذ بضعة اسابيع وبعد ولادتي الأخيرة اعاني من حالة نفسية سيئة للغاية، لا انام في الليل، وعندما أغفو احيانا استيقظ خائفة وفي حالة هلع، أسمع اصوات جن وشياطين يهددوا بايذاء أطفالي وافراد عائلتي، ابواب تفتح في البيت ونوافذ تقتحم واشياء من هذا القبيل. الشياطين سيطرت على جسدي وكنت رهنة أوامرهم.. تحدثت عن ذلك لكل افراد العائلة، وكانوا يقولون لي ان لا داعي للقلق وان هذا أمر عابر، لكن الوضع تفاقم مع الايام".
وعن سؤال المحققين حول توجهها للعلاج قالت المشتبه بها اخلاص "لم اتلقى أي علاج، فقط مرة واحدة عرضوني على رجل في الخليل، هو شيخ يقولون انه يطرد الجن ويصرف شرّه عني، لكن دون جدوى بل اصبحت حالتي اكثر سوء".
وقبل يوم واحد من الجريمة، كان زوج اخلاص، محمد ابو بلال العرجان (30 عاما) لاحظ ان تصرفاتها غير طبيعية، وان عصبيتها ومزاجها المتعكر وفظاظتها تجاه الاولاد، تنذر باحتمال حدوث مكروه، حاول ان يفهم سبب عصبيتها لكن اخلاص طمأنته بأن كل شيء على ما يرام وأن ذلك بفعل الضغوط من العناية بالطفلة الصغيرة. ولذلك فإن الزوج محمد يعتصم اليوم في بيته، ولا يكلم أحدا وينتابه شعور بالذنب.
"شعرت قبل يوم من الحادثة ان شيئا ما ليس على ما يرام يحدث مع زوجتي، ولكنني لم اتوقع او أصدق ان مثل هذا الحدث الجلل قد يقع في بيتي!!" قال الزوج محمد بعد مشاركته في تشييع جثامين اطفاله الثلاثة، مهيمن (8 سنوات) مريم (4 سنوات) ودلال (شهران).
وعن يوم ارتكاب اخلاص جريمتها البشعة قالت للمحققين "استيقظت باكرا واعددت الفطور للاولاد، ولم اكن ذقت طعم النوم في تلك الليلة ايضا، زوجي توجه الى مكان عمله، وانتظرت أحد افراد العائلة الذي كان في جوار المنزل حتى ابتعد عن محيط البيت، وعندها داهمني الجن بقوة وأمرني بأن اتناول بلطة او سكين من المطبخ، وكان هو يأمرني وأنا انفذ أوامره، هكذا تسلط الجن على حياتي ورأيت نفسي اسبح ببركة من الدماء، اردت ان انتحر ولكنني لم اجد الوقت مناسبا للانتحار".
يذكر ان الطفلة شمس (سنتان ونصف) التي ما زالت على قيد الحياة، بعد ان اصيبت بجرح في عنقها، هي الشاهد الوحيد على الجريمة، وهي ما زالت تتلقى العلاج في مستشفى سوروكا في بئر السبع، وسيتم التحقيق معها من قبل محقق احداث او اخصائية اجتماعية او نفسية عندما يصبح ذلك ممكنا.
اما الأم المشتبه بها فقد تم تمديد اعتقالها لمدة 11 يوما، وتخضع خلالها للتشخيص النفسي، وهي تقبع تحت حراسة مشددة على مدار الساعة خشية ان تؤذي نفسها أو تنتحر.
تجدر الاشارة الى ان العائلة لا تعاني من اية ازمة اقتصادية، وهي غير معروفة لمكتب الرفاه الاجتماعي كمريضة او كامرأة في ضائقة.
نقلا عن القدس المحلية