بداية أطلب من حركة حماس ومن الجميع أن يشيروا إلى توقعاتي الخاطئة في مختلف الأمور السياسية العربية والفلسطينية بدءا من ممارسات منظمة التحرير في لبنان والأردن وفلسطين لغاية هذه الساعة، ومرورا بالثورة الإيرانية، والحرب العربية الغربية على إيران والانتفاضات واعتراف المنظمة بالصهاينة واتفاق أوسلو وتغول الفساد، الخ. ومؤخرا خاطبت الناس بأن صفقة ترامب فاشلة حتما، وأن الصهاينة لن يجرؤوا على حرب غزة.
وقد خاطبت حماس عبر الفيس بوك قائلا بأن الأعداء في حيرة من أمرهم بشأن غزة، وطلبت من حماس ألا تحرك ساكنا كيلا تساعدهم على الخروج من حيرتهم.
ما نسمعه في الأخبار الآن أن حماس ستدخل الكواليس الدولية التي يتحدث سماسرتها عن الجزرة التي سيحظى بها قطاع غزة. وأنا أقول إنه لو أراد الأعداء صناعة سنغافورة لنا لصنعوها في الضفة الغربية منذ زمن. ومن الضروري ألا ننخدع بما يتحدثون عنه من نعم وانفراج في حياة أهل غزة الكئيبة.
وأشير هنا أن القيادات الفلسطينية لم تدخل مساومة إلا كانت خاسرة. الثبات ثم الثبات، وإن كان أحد يظن أنه لن تنطلي عليه ألاعيبهم الاستعماريين وأعوانهم العرب فإنه لا يعرف التاريخ. فعلينا ألا نقدم خدمة لهم تسهل عليهم القضاء على المقاومة. وفي أي ترتيب يمكن أن يحصل فإنه يجب الإصرار على تنفيذ الوعود من قبل العدو قبل التوقيع. ولو كنت مكان حماس لما وقعت على أي شيء حتى لو كان تقديم فلسطين على طبق من فضة للفلسطينيين. لا توقعوا على أي شيء، ولا تورطوا أنفسكم بتفاهمات وأنتم تعلمون أن الصهاينة لا يلتزمون ورعاة التفاهمات يتحولون إلى شياطين خرس عندما ينتهك العدو أي تفاهم أو أي اتفاق. يجب عدم تكرار تجارب منظمة التحرير الفاشلة.
بروفيسور وكاتب فلسطيني