Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

عدنان أبو عامر يكتب : حماس تؤجل دفع أثمان علاقاتها الدولية

لم يكن مفاجئاً أن يتم الكشف يوم 9/3 عن مقترحات للتهدئة بين حماس وإسرائيل تداولها دبلوماسيون أوروبيون، ضمن مبادرة جديدة لحل أزمات غزة تتضمن هدنة بين الفلسطينيين واسرائيل لـ5 سنوات، يتم خلالها اعادة اعمار غزة، وتجميد النشاطات العسكرية تحت الأرض وفوقها، ورفع الحصار كلياً، وفتح كل المعابر.

ورغم نفي حماس لتقديمها عروضاً من هذا النوع، لكنه كشف عمق العلاقة التي تربط الحركة بأوساط دبلوماسية أوروبية وغربية، من خلال لقاءات متبادلة قام بها مسئولون من الجانبين في الفترة الأخيرة.

هذا الكشف يتزامن مع زيارات دورية يقوم بها قناصل ودبلوماسيون أوروبيون لغزة، ويلتقون مع قيادات في حماس ومقربين منهم، يتباحثون معهم حول مستقبل غزة، والمصالحة مع فتح، والتهدئة مع إسرائيل.

أجندة مزدحمة

اهتمام حماس بالعلاقات الدولية لم يبدأ مع انطلاقتها أواخر عام 1987، فقد خلا ميثاقها التأسيسي الصادر في أغسطس 1988 من إشارة للبعد الدولي، لعدم إدراك الحركة لأهمية العلاقات الدولية في تسويق مواقفها السياسية.

لكن الحركة استدركت هذا القصور في سنواتها الأخيرة، بالمبادرة لإجراء اتصالات سياسية مع دول أوروبية وآسيوية، والترحيب بأي زيارة أو فتح خط من تلك الدول نحوها، وبدأ ذلك عملياً فور فوزها في الانتخابات التشريعية أوائل 2006.

 في نفس الوقت، تخشى أن تعيد ذات الطريق الذي دخلته منظمة التحرير في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، حين نجح المجتمع الدولي في ترويضها، واستدراجها إلى دخول عملية السلام ووقف الكفاح المسلح.

وتمتلك حماس علاقات ودية مع سويسرا، حيث زارها بعض قادة الحركة، ودبلوماسيوها يترددون على غزة، وأعلن محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس في أكتوبر 2014 أنها ستدفع رواتب موظفي حكومة حماس.

العلاقة الدافئة بين حماس وسويسرا تحديداً يمكن إعادتها لاعتبار الحركة أن هذه الدولة الأوروبية المحايدة بوابتها الأساسية نحو الغرب، وقد شهدت سلسلة زيارات لبعض قادة الحركة إلى سويسرا، أثارت استفزاز إسرائيل، والتقى عدد من دبلوماسييها مع حماس في غزة وخارجها، سراً وعلناً.

ونظم منتدى التواصل الأوروبي-الفلسطيني يوم 7/3 ندوة في مجلس اللوردات في لندن حول إعمار غزة، والموقف الأوروبي من حماس، بحضور اللورد "جون مونتغيو"، والنائب عن حزب العمال "جيرمي كوربن"، ومشاركة أكاديميين فلسطينيين مقربين من حماس، مثل عزام التميمي وزاهر البيراوي.

ووصل الأمر بالسفير الإسرائيلي لدى السويد "يتسحاك باخمان" لاتهام السويد يوم 24/2 بإقامة علاقات مع حماس، عقب تعاطف نائبة وزير الخارجية السويدية مع الفلسطينيين، وزيارة أسقف من الكنيسة السويدية لغزة.

حماس كانت حاضرة أيضاً في مؤتمر "ميونيخ"، حين دافع عنها وزير الخارجية القطري خالد العطية، يوم 8/2 بحضور وزراء أوروبيين، وهو يرد على الوزير الإسرائيلي "يوفال شتاينيتس" الذي اتهم حماس بالإرهاب.

علاقات حماس وصلت أمريكا اللاتينية، حيث هنأت يوم 12/1، رئيسة البرازيل "ديلما روسيف" بإعادة انتخابها، وعبرت حماس عن اعتزازها بمواقفها في حرب غزة، حيث تم طرد السفير الإسرائيلي من البرازيل.

البرازيل ردت على خطوة حماس بزيارة وفد دبلوماسي يوم 12/2 لأعضاء المجلس التشريعي من حماس في رام الله، والتقى نائب السفير البرازيلي في فلسطين "مارسيلو سوريس" بنواب حماس: أحمد عطون، محمد طوطح وأيمن دراغمة.

وعلى صعيد القارة الآسيوية، قام وفد من حماس برئاسة محمد نصر عضو المكتب السياسي للحركة أواخر نوفمبر 2014 بزيارة إندونيسيا وماليزيا، وبحث مع مسئولي البلدين أوجه التعاون المشترك.

حماس تنظر بعين الرضا لهذه اللقاءات التي تعقدها مع دول غربية تعتبرها أحياناً معادية لها، وجزء مما تسميه المنظومة الاستعمارية الصهيونية، وبعضها أطلقت عليه دولاً صليبية معادية للمسلمين.

 لكن حماس اليوم تنتهز أي فرصة للتواصل مع تلك الدول الغربية، وهو ما يعني تجاوز حماس لكثير من الأدبيات القديمة والنصوص الأيديولوجية التي تربى عليها الآلاف من عناصرها وكوادرها.

العمل المسلح

أسامة حمدان، مسئول العلاقات الدولية في حماس قال "للمونيتور" أن "الأيام المقبلة تحمل مفاجآت في علاقات حماس الخارجية، مع دول أنشأت علاقات جديدة معنا، وأخرى أعادت الدفء لعلاقاتنا، وأخرى رفعت مستوى العلاقة، وحققت حماس اختراقات في اتصالاتها الدولية، دون أن تصل لأن يكون لها تمثيل في الغرب".

حمدان رفض إعطاء "المونيتور" أسماء لتلك الدول خشية إحراجها، لكن تواصل حماس مع عدد من العواصم كما سبق ذكره في هذا التقرير، قد يحمل إشارات لهذا التطور في علاقاتها الخارجية.

علماً بأن قرار المحكمة الأوروبية الصادر يوم 17/12 القاضي برفع اسم حماس من قائمة المنظّمات الإرهابيّة، شكل فرصة لاستعادة علاقاتها الغربية، وهو ما تحدث عنه "المونيتور" بمقال سابق.

يفضل الدبلوماسيون الدوليون الذين لا تقيم دولهم علاقات رسمية مع حماس اللقاء في غزة مع أكاديميين وسياسيين مقربين من حماس، يستلمون منهم رسائل الحركة، ويرسلون لها رسائل مقابلة، لرفع الحرج عنها، وخشية من الضغوط إسرائيل عليها، لأن معظم الدبلوماسيين يصلون غزة من معبر إيريز شمال القطاع.

شخصية فلسطينية أخفت هويتها، تعتبر وسيطة لعقد اللقاءات بين حماس ودبلوماسيين دوليين، قالت "للمونيتور" أن "الأوروبيين يطلبون في حواراتهم مع حماس توضيح موقفها من عملية السلام،والاعتراف بإسرائيل، ومستقبل سلاح القسام، لكن الحركة تقدم إجابات فضفاضة غير محددة، وهو ما لا ينال رضا الأوروبيين بالعادة، لأن حماس تبدي رغبة بكسب مزيد من الوقت، وإضافة أصدقاء جدد في الساحة الدولية، وتقليل جبهة الأعداء".

وأشار باسم نعيم نائب رئيس الدائرة السياسية في حماس، التي يترأسها محمود الزهار، عضو المكتب السياسي للحركة، "للمونيتور" إلى "وجود اتصالات للحركة مع العديد من دول العالم وأوروبا، لتجاوز العزلة التي تواجه حماس، وهناك عواصم تتواصل معنا لا ترغب ولا تشجع الإعلان عن الاتصالات لدواعي خاصة بها، رغم إدراكها أن حماس باتت رقماً صعباً، وأي حل للقضية الفلسطينية لابد لحماس أن تكون جزءً منه".

"المونيتور" التقى سفيراً أوروبياً يتردد بين غزة ورام الله والقدس، لم يشأ إعلان اسمه، وقال أن "التفهم الأوروبي والدولي لأهمية دور حماس في الصراع مع إسرائيل، يزداد مع ظهور تنظيم الدولة والمجموعات الجهادية، لأنه يظهر حماس أكثر عقلانية".

وأضاف: "زيادة التواصل الدولي مع حماس مرتبط بأمرين: أولهما حصول مصالحة مع فتح، لأن السلطة الفلسطينية تلمح بعدم رضاها عن تواصلنا المباشر مع حماس، وثانيهما متعلق بنتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي ستظهر خيارات إسرائيل مع حماس، بين الهجوم عليها، أو الحوار معها".

أخيراً.. فإن لقاءات حماس المتواصلة مع الدبلوماسيين من دول العالم منذ 9 سنوات عقب فوزها في انتخابات 2006، يظهر الحرص الدولي على الانفتاح على حماس، ورغبة بالتعاطي معها سياسياً، رغم إصرار تلك الدول بأن تظل كل لقاءاتها التشاورية خلف الكواليس؛ في غزة أو بعض الدول العربية والأوروبية، كما أعلن أحمد يوسف يوم 2/2، المستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية، والشخصية الأكثر اتصالاً بالمجتمع الدولي من حماس.

في تفس الوقت، تدرك حماس أن المجتمع الدولي لن يتقدم في هذه اللقاءات على طريق الاعتراف بها يجب أن يسبقه تقديم الحركة لإجابات واضحة صريحة عن رؤيتها للصراع مع إسرائيل، ومستقبل العمل المسلح، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرتها على تسويق هذه المواقف داخل أطرها التنظيمية وجناحها العسكري الذي يستعد ليل نهار للمواجهة القادمة مع إسرائيل.