أرض كنعان - غزة - تصريحات الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل بوصفه الغزو التركي لعفرين السورية نصراً، لاقت استهجاناً ورفضاً فلسطينياً باعتباره تدخلاً في شؤون دولة عربية تعاني من التدخلات الخارجية. واجمع عدد من قادة الفصائل على استنكار هذه التصريحات ووصل الاستنكار حد وصف ما ذهب اليه مشعل بالتدخل الفظ.
واستطلعت ردود فعل عدد من القياديين في الفصائل، بمن فيها حماس التي شددت على التمسك بموقفها المعلن وهو عدم التدخل في شؤون الدول العربية. وقال الناطق باسم الحركة في الخارج، حسام بدران ان: "موقف الحركة في كل ما يتعلق بما يجري في الدول الأخرى، لا تغيير عليه ولا نتدخل في القضايا الداخلية في هذه الدول، ونحن نتمنى السلامة للشعوب العربية باستمرار وان تكون مزدهرة".
حماس: موقفنا لا يتغير، برفض التدخل في شؤون الدول الاخرى
وأضاف بدران "نحن حريصون أن تكون كل الأطراف متضامنة مع شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال".
بدران امتنع عن التعليق المباشر على تصريحات مشعل، ففي رده على سؤال حول رأيه بهذه التصريحات وما إذا كانت تشكل تدخلا في الشأن السوري، وقال "إننا لا نتدخل في الشأن السوري أو غيره".
بالمقابل، اتسمت مواقف الفصائل الأخرى بالوضوح في استنكار تصريحات مشعل ومطالبته بالتراجع.
الشعبية: تصريحات مشعل خطيرة
من جهته، وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، تصريحات مشعل بأنها "خطيرة"، وقال لـ "وطن للأنباء"، "نرى أن هذه التصريحات خطيرة لأنها تشدد وتؤكد على احتلال أرض عربية سورية من قبل دولة اقليمية، وفي ذلك تغليب للبعد الأيدلوجي في تصريحات مشعل حيث الانتماء للإخوان المسلمين على المصلحة الوطنية والقومية".
وأضاف الغول "لا يعقل أن يكون هناك من يقبل أن تمس او تحتل أراضي وطنه او أراضي اي بلد عربي أخر مهما كانت الأسباب، وبالتالي تصريحات مشعل فيها استدارة كبيرة عن كل ما أُعلن سابقاً عن تغليب الوطني والقومي على الانتماء للإخوان المسلمين".
وقال "برأيي أنه يتحدث الآن بصفة عضويته في الأخوان المسلمين وليس بعضويته في حركة حماس على الأرجح، وينطلق بتصريحه من انتمائه للإخوان المسلمين وهذا لا يمكن عزله عن منصبه القيادي السابق لحركة حماس". مضيفاً "لكن قد يبرر أو يتم تبرئة حماس من هذا التصريح بأن مشعل ليس عضوا في أي هيئة قيادية في حماس".
وقال الغول "مع ذلك هذا التصريح يلقي بظلاله على ما أعلنته حماس في وثيقتها من الاستقلالية بعيداً عن الانتماء لحركة الإخوان المسلمين".
وأعرب عن اعتقاده بأن تصريحات مشعل ستلقي بظلالها على ما تقوله حماس بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى رغم أنه ليس عضوا في هيئاتها، ولا اعتقد أنه ينطق باسمها الآن وإنما ينطلق من الموقف الحقيقي لحركة الإخوان في التعامل مع تركيا وإدارة الصراع في المنطقة".
عوكل: تصريحات مشعل تدخل فظ في شؤون دولة عربية
ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن تصريحات مشعل لا تمثل إلا شخصه، قائلاً لـ "وطن للأنباء"، "هو يمثل شخصه الكريم. حركة حماس سلوكها منذ بعض الوقت لا يتجه الى الالتزام بما يقرره او يفعله الإخوان المسلمين، هذا موقف على حساب خالد مشعل وغير مقبول لان تدخل في شؤون دولة عربية".
ووصف عوكل موقف مشعل بأنه "تدخلاً فظا ومرفوضا في شؤون دولة عربية تحتاج للمساعدة وتعاني من التدخلات الخارجية".وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الموقف لا يلقي بظلاله على حركة حماس.
وقال إن "حماس تحترم علاقتها مع تركيا وترغب في استمرارها، لكنها أصبحت واضحة وأولوياتها واضحة، هي العلاقة مع مصر أولاً والمصالحة ولم يعد أمامها خيار قطري أو خيار تركي، وبالتالي مستلزمات وحاجات الساحة الفلسطينية تجبر حماس على الالتزام بهذا التوجه". مشيراً إلى أن حماس جربت خيارات أخرى ولم تنجح..حزب الشعب يستهجن تصريحات مشعل
استهجن حزب الشعب الفلسطيني التصريحات التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، والتي اعتبر فيها الغزو التركي لمنطقة عفرين السورية "نصراَ".
وأكد الحزب في تصريح صحفي، "أن أي غزو أجنبي لأي أراضَ عربية، هو مساس واعتداء على سيادتها واستهداف لمقدراتها"، مشدداَ على خطورة ان ينبري أي قائد فلسطيني كان للتعبير عن دعمه لمثل هذه الاعتداءات التي تشكل مساَ بالمصالح الوطنية العليا لأي دولة عربية مستهدفة.
وأوضح الحزب أن "تصريحات مشعل ودعمه لمثل هذا الغزو، لا تستقيم مع مضمون كفاح شعبنا ونضاله العادل ضد الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية، بل أنها تبدو وكأنها تشريعاَ لمنطق الغزو والاستعمار والاحتلال، وهي استجلاباَ لمعاناة قد تطال أبناء شعبنا المقيمين في سورية ".
وفيما جدد حزب الشعب إدانته الشديدة للغزو التركي لمنطقة عفرين السورية، أكد على رفض أية مواقف داعمة لهذا الغزو من قبل أي طرف كان، معرباَ عن "تمنياته بالسلامة للأشقاء السوريين في جميع أنحاء الأراضي السورية". كما أعرب الحزب عن أمله بإنتهاء مأساتهم في القريب العاجل، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية وتكريس السيادة الوطنية على كل شبراَ فيها.
وأضاف الحزب، يقول: إن سورية التي وقفت دوماَ إلى جانب شعبنا وقضيته الوطنية العادلة، تستوجب الوفاء منا كفلسطينيين بكل الدعم والمناصرة لحماية أراضيها وصيانة وحدتها وسيادتها الوطنية ومصالح شعبها.
وختم الحزب تصريحه معبراَ عن أمله في أن "يتمكن الأشقاء السوريين من تجاوز محنتهم في أقرب وقت، والتقدم على طريق بناء سورية على أسس ديمقراطية تضمن لجميع أبنائها الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية".
يشار إلى أن مشعل أشاد بسيطرة الجيش التركي على عفرين السورية، معتبرا أن هذا الأمر "يمثل نموذجا للإرادة التركية". وقال خلال حفل نظمته جمعية "جيهان نوما" التركية الأحد الماضي "النصر في عفرين كان نموذجا للإرادة التركية، وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطولية لنصرة أمتنا"، على حد قوله.