أرض كنعان/ متابعات/ أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د.رباح مهنا أن الإرادة السياسية لدى حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية كأولوية وطنية ملحة لم تتولد بعد، داعياً القوى والشعب الفلسطيني للعمل بطريقة أخرى وعدم رهن العمل الوطني بموضوع الانقسام.
وأشار في تصريحات لاذاعة صوت الشعب المحلية بغزة الى أن لقاء الفصائل الأخير في القاهرة أظهر اختلافات كبيرة، وحالة استقطاب كبيرة بين الطرفين، بما يعيدنا إلى مفهوم " الصراع على كعكة السلطة المسمومة"، معترفاً بأن القوى الأخرى لا تمتلك حتى الآن وسيلة ضغط مثمرة لإجبار الطرفين لإنهاء الانقسام".
وقال " آن الأوان أن نعمل بطريقة أخرى، وألا نرهن كل العمل الوطني بموضوع الانقسام، يجب أن نعمل على قضايا مباشرة تهم الشعب على المستوى الوطني والداخلي الديمقراطي مثل الفقر، البطالة، الحريات الديمقراطية، ومن أجل استمرار مقاومة الاحتلال بمختلف الأشكال وعلى رأسها المقاومة المسلحة، والتمسك بحق العودة، والعمل بجدية أعلى من أجل تحرير الأسرى".
وأضاف أن الاجتماع الأخير في القاهرة ناقش المستجدات السياسية وأجمعت خلاله الفصائل على أن الحرب الأخيرة على غزة وصمود الشعب والمقاومة، وقرار الأمم المتحدة بإعطاء فلسطين عضوية مراقب مستجدان هامان يمكن البناء عليهما في ترسيخ الوحدة الوطنية والاستمرار بالمقاومة.
وأكد الاتفاق على ضرورة صوغ استراتيجية فلسطينية جديدة تكون مبنية على مراجعة سياسية شاملة بدءاً من مرحلة أوسلو وحتى الآن، وإلى حين الاتفاق على هذه الاستراتيجية اعتماد برنامج الدولة والعودة وتقرير المصير ووثيقة الوفاق الوطني واتفقنا جميعاً على ذلك
وقال أن الاجتماع ناقش ضرورة الالتزام باجتماع الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير المنبثق عن اتفاق القاهرة، حيث وعد الرئيس ابو مازن بأنه سيعقد اجتماعاً له خلال شهر ونصف إلى شهرين..
وبخصوص المجلس الوطني الفلسطيني، أكد أنه تم طرح خمس نقاط خلافية تم حل ثلاثة منها هي أن يكون مقر المجلس الوطني هو مقر للجنة انتخابات المجلس الوطني، والاتفاق على أن تكون نسبة الحسم 1%، وأن تكون لجنة الانتخابات واحدة للوطن والشتات، أما بالنسبة للأمرين التي تم الاختلاف عليها هي رفض حركة حماس تبني موقف الأغلبية بإجراء الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل، وطالبت بأن تكون انتخابات المجلس التشريعي 75% و25%، والمجلس الوطني 100%، والثاني هل يكون أعضاء المجلس التشريعي في الداخل تلقائياً أعضاء في المجلس الوطني، أم ضرورة إجراء انتخابات منفصلة للتشريعي لوحده والوطني للداخل والخارج انتخابات أخرى، وهذا البند وافقت عليه كل القوى ما عدا خمس قوى اعترضت عليه.
وأضاف أن حركة حماس أخبرتهم أن الرئيس يريد تأجيل الانتخابات إلى ما بعد زيارة أوباما، مشيراً أن الجبهة لمست بأن حماس أيضاً لا تفكر أيضاً بإجراء الانتخابات قريباً.
ولفت د.مهنا إلى أن هناك اعتقاد بوجود تفاهم غير معلن بين الرئيس وخالد مشعل، على حكومة طربوش تبقي الوضع على ما هو عليه، فضلاً عن أن الرئيس يريد مصالحة تسير حسب برنامجه الذي لا يحظى بإجماع الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن شعبنا الفلسطيني والجبهة لا يمكن أن يوافقوا على أي برنامج للمنظمة لا يكون هدفه تحرير كل فلسطين.
وأشار إلى أن الجبهة والعديد من القوى رفضت خلال الاجتماع كل الأمور التي تشير إلى تعبيرات مثل " المقاومة السلمية، أو أي انتقاد للمقاومة المسلحة باعتبارها أجدى وسائل المقاومة.
ولفت إلى أن الجبهة طلبت من الرئيس أبو مازن التوجه إلى المؤسسات الدولية لاستكمال الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن الرئيس طلب إمهاله بعض الوقت لذلك لحسابات معينة.
وبخصوص الوضع في سوريا، أكد د.مهنا أن الجبهة قدّمت صيغة قبلها الجميع وهي تأييد الحراك الشعبي السوري السلمي من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة، مع الرفض في الوقت ذاته للتدخل الخارجي المشبوه في الشأن السوري الداخلي الجاري حالياً، ودعونا لضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية الصراع.
وقلل مهنا من زيارة الرئيس أوباما للمنطقة، مشيراً أنها لن تأتِ بجديد، خاصة وأن حكومة الاحتلال لا تنوي التحرك باتجاه حل سياسي، وماضية في ترسيخ عدوانها على الأرض، وأعلى سقف لها هي حكم ذاتي، وفصل بين غزة والضفة، في ظل تقطيع أوصال الضفة، واستمرار بناء المستوطنات، والقدس تظل موحدة، والسيطرة على الأغوار وخط أريحا، في ظل دعم وانحياز كاملين للإدارة الأمريكية لهذه السياسات الإسرائيلية.
وتمنى د.مهنا بأن تترجم قرارات القمة الإسلامية الأخيرة والتي اعتمدت منظومة أمان مالية لدعم السلطة الفلسطينية إلى مواقف عملية، مضيفاً أن كل الدول العربية الرئيسية منهمكة في أمورها الداخلية، ودول ثانوية كقطر منهمكة في تنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة.