Menu
13:03بالأسماء.. كشف جديد للتنسيقات المصرية للسفر عبر معبر رفح غدًا
12:53الصحة تصدر تعليمات لاعادة فتح صالات الافراح
12:40هنية يوعز لقيادات حماس: المرحلة تتطلب تكثيفاً للجهود لإنهاء الانقسام
12:37اجتماع لممثلي الدول العربية المضيفة للاجئين مع مفوض عام الأونروا لبحث الأزمة المالية
12:36الخضري: مرشحا الرئاسة الأمريكية تكتيكات متباينة.. والهدف واحد استمرار دعم إسرائيل
12:31وزارة الصحة : 8 وفيات و633 اصابة جديدة بفيروس كورونا
12:29الرئاسة الفلسطينية تدين العمل الارهابي الذي وقع في النمسا
12:28امير قطر يؤكد وقوفه الى جانب الحق الفلسطيني
11:46بحر يحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى
11:25القانوع: ارتفاع عدد المصابين بكورونا في "جلبوع" ينذر بكارثة حقيقية
11:22الاحتلال يجرف أرضا في بيت حنينا ويهدم بركسا للخيول بجبل المكبر
11:20الحكومة تكشف مستجدات جديدة حول الأزمة المالية التي تعصف بها
11:19الطاقة بغزة تعلن عن فرص للاستثمار في توليد وتوزيع الطاقة البديلة
10:34الصحة بغزة: تسجيل 3 حالات وفاة و 229 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية
10:26مستوطنون يُقدمون على زراعة أشجار ببلدة الساوية بنابلس

ماذا يعني تحويل الفلسطينيين لمفوضية اللاجئين؟

أرض كنعان - غزة / غض الطرف وانتظار "الكارثة" بالنسبة للأردن لم يعد خياراً حين يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف التمويل الامريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، فهذا يعني تحديدا مضيّ واشنطن بخطتها لتصفية القضية الفلسطينية على حساب عمان ودون أي تفاوض.

ورغم ان تهديد الرئيس الامريكي للسلطة الفلسطينية بدا منصبّاً على تمويلها الخاص، الا ان الخطورة العملية لا تتشكل في ذلك وانما أكثر في ما أعلنته سفيرته في الامم المتحدة من وقف الدعم الامريكي للاونروا، حيث تتحمل واشنطن اكثر من 365 مليون دولار من ميزانية الوكالة الدولية لتكون صاحبة أعلى حصة على الاطلاق في ذلك، الامر الذي يعني ان تخليها عنها تعني بالضرورة "تفكك المنظمة" وهو حرفياً ما أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي في النصف الثاني من العام الماضي انه طلبه من السفيرة هايلي ذاتها.

وقف تمويل الاونروا يعني حتما أن واشنطن مجددا تصفع المجتمع الدولي، كما فعلت في قضية القدس، وهي "تصفّي" -وفقا لتغريدة ترامب عن التفاوض- قضايا الوضع النهائي واحدة تلو الأخرى ولحساب "الإسرائيليين" بالطبع، بدءا بالقدس التي يعتبر الرئيس الامريكي انها "خرجت" من المفاوضات بإعلانها عاصمة لإسرائيل، واليوم بتصفية القضية الشائكة الثانية المتمثلة باللاجئين الفلسطينيين، والتي تستضيف عمان النسبة الاعلى منهم سيجد العالم نفسه امام امر واقع جديد.

العام الماضي، وفقا لما اشار له مقال منشور للباحث علي الهويدي من بيروت، شهد أعلى موجة تغييرات و"تآمر" على الاونروا، فنتنياهو يدرك جيدا ان وجود الوكالة الدولية وحده هو ما يضمن للاجئ الفلسطيني حقه في العودة لفلسطين لاحقا، وهو ما يخلخل طبعا ديمغرافيا يرسمها الاسرائيليون لصالحهم منذ اكثر من 100 عام.

معنى الرغبة الجامحة اسرائيليا وامريكيا بتفكيك المنظمة، التي أنشئت عام 1949، مرتبط مباشرة بالفتك بحقوق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات المنصوص عليه دوليا للفلسطينيين، وهو الامر الذي تتذرع الولايات المتحدة اليوم لتطبيقه بالحديث عن “رفض الفلسطينيين للتفاوض على الطاولة الامريكية”، بينما هي عمليا ومنذ بداية عام 2017 تنسق انشطتها لتفكيك المنظمة وضم الفلسطينيين لغيرهم في المفوضية العليا للاجئين.

في الحالة المذكور لن تعاني فلسطين وحدها والسلطة من التبعات، بل قد تكون الاخيرة هي من اقل المعانين، فالاردن ولبنان وسوريا ستكنّ الدول الاكثر معاناة في ضوء الوقائع التي ستقضي بتوطين اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها، وحرمانهم من حقوقهم في التعويض والعودة وهو ما كانت عمان طوال الوقت تناضل لالا يحصل.

الحديث عن تعويض عن الحصة الامريكية يتطلب تحركا سريعا قد يلزم الاتحاد الاوروبي (ثاني المساهمين بنحو 160 مليون دولا) ثم الالماني والبريطاني والسويدي والياباني والسويسري والنرويجي والهولندي (وهم المساهمون 4-10 بالترتيب في حصص تتراوح بين نحو 74 مليون لألمانيا و نحو 22 مليون لهولندا) على تغطية الفرق الذي يصل لأكثر من مضاعفة الحصص.

هذا ناهيك عن التأكد من مضيّ السعودية – الحليفة جدا اليوم لنظام ترامب- في دفع حصتها اصلا (وهي ثالث اكبر حصة بعد اميركا والاتحاد الاوروبي بـ 148 مليونا، قبل مطالبتها بمضاعفتها، او حتى الطلب لدول عربية اخرى في المساهمة بحصص اكبر.

الضربة الكبرى التي قد تتلقاها الاونروا لن تكون فقط في حال توقف واشنطن عن دفع حصتها من التمويل وانما في حال تضامنت معها الرياض وهي التي استدعت الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس قبل ايام على غرار ما حصل قبيل اعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل.

الرياض اليوم تضغط وبقسوة على الفلسطينيين ليقبلوا طرح ترامب الذي سربت سلفا عنه صحيفة نيويورك تايمز انه يتضمن تصفية كل قضايا الوضع النهائي، ويتضمن ايضا انهاء حق العودة، وهو الامر الذي يعني ايجاد حلول بديلة للفلسطينيين بطبيعة الحال على حساب الاردن.

الاردن اليوم يفترض به ان يواصل جهده الدولي في اتجاهين: اولا التحشيد دوليا ضد ما يقوم به الرئيس الامريكي من خطوات احادية وهو الامر الذي يضرب اصلا بكل القرارات الدولية بعرض الحائط، وثانيا ايجاد بديل لواشنطن في اي مفاوضات محتملة. والاردن وحده القادر على العمل بزخم دولي كبير في الملف خصوصا مع توطيد جبهة التحالف مع الاتراك باعتبار الاول رئيس القمة العربية، وانقرة رئيسة القمة الاسلامية.

بكل الاحوال، المزيد من التصعيد الامريكي اليوم بات متوقعا، بينما لا يخدم عامل الوقت عمان ابدا، فقضية اللاجئين بالتوازي مع قضية القدس- ان تم الاقرار بهما- تنبئان بوضوح بأردن مختلف عن ذلك الذي نعرفه.