أرض كنعان/ دمشق/ لا يختلف إثنان على الأهمية الإستراتيجية لمدينة القصير في ريف حمص التي إستعادها الجيش النظامي بالتعاون مع حزب الله بعدما سيطرت عليها المعارضة لعام ونصف تقريباً.
فالقصير، التي تبعد أربعة عشر كيلومتراً عن الحدود اللبنانية ونحو عشرين كيلومتراً عن حمص، ويمر عند أطرافها نهر العاصي وتحيطها السهول الزراعية من الجهات الأربع، تشكل نقطة تقاطع لمحاور عدة في سوريا، فهي تربط الطريق الممتد من دمشق الى حمص والذي يتجه بعد ذلك الى الساحل السوري من طرطوس الى اللاذقية حيث الثقل العلوي.
وهي تربط البحر المتوسط ببادية الشام وصولاً الى تدمر.
وقد شكّل قربها من الحدود مع لبنان معبراً لتهريب الأسلحة الى الثوار وهذا ما بات صعباً في الوقت الراهن حيث لم يبق أمام هؤلاء سوى القرى المقابلة للسلسلة الشرقية للبنان والتي تخضع بمعظمها لسيطرتهم.
وتضم القصير التي كان يقطنها نحو أربعين ألف نسمة خليطاً من الطوائف كالسنة والعلويين والمسيحيين والشيعة.
اليوم وبعد سقوط المدينة، إستطاع النظام السوري تخفيف الضغط عنه وهو في صدد نقل وحدات الجيش المقاتلة الى مناطق أخرى في حمص والمحافظات الشمالية الشرقية ولا سيما حلب وإدلب، ويُمكن كذلك لحزب الله أن يؤمّن جانباً من ظهر المقاومة كما سمّاها الامين العام لحزب الله للسيّد حسن نصرالله، لأن الجانب الآخر بين ريفي دمشق وحمص المقابل للحدود مع لبنان وعلى إمتداد نحو ثمانين كيلومتراً يبقى القسم الأكبر منه تحت سيطرة الثوار.
اذا فقد شكل سقوط القصير، التي شكلت مقر قيادة عسكرية ولوجستية للثوار ،إنتكاسةً لهم، إلا أن حزب الله الذي كان له دورٌ جوهري في المعركة بات بإمكانه أن يرتاح جزئياً ويفرّغ عناصره لمهمات أخرى.
