ارض كنعان/قالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث "إن أذرع المؤسسة الاسرائيلية ترتكب في هذه الأثناء جرائم واعتداءات عدة في وقت واحد بحق مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية بالقدس، حيث تقوم جرافات كبيرة بحفر مساحات واسعة من المقبرة بعمق نحو 15 متراً، تمهيداً لبناء ما يسمى بـ"متحف التسامح" على مساحة نحو 25 دونماً مما تبقى من أرض المقبرة، الذي بادرت الى اقامته المؤسسة الاسرائيلية بالتعاون مع منظمة "سيمون فيزنطال" ومقرها في الولايات المتحدة".
وذكرت المؤسسة "أنه في نفس الوقت، تقوم شركة اسرائيلية ببناء مقهى على قطعة أخرى من المقبرة، كما قامت نفس الشركة بتحويل جزء آخر من المقبرة الى مخزن للمعدات والمواد الإنشائية، يصاحبها أعمال عبث في مدافن جماعية موجودة في المنطقة، بالتزامن مع تكسير عدد من شواهد القبور في الأجزاء المتبقية من مقبرة مأمن الله.
ودعا المهندس زكي إغبارية، رئيس "مؤسسة الاقصى"، الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني الى تحرك عاجل لإنقاذ مقبرة مأمن الله، والوقوف ضد الجرائم الكبيرة التي تنتهك حرمة المقبرة التي دفن فيها عدد من صحابة رسول الله -عليه السلام- والتابعين وعدد كبير من العلماء والفقهاء والمجاهدين وسكان القدس على مدار نحو 1400 عام.
وقالت المؤسسة : "ذهل طاقمها الذي شارك فيه نائب رئيس المؤسسة الحاج سامي رزق الله ابو مخ وعبد المجيد محمد اغبارية مسؤول قسم المقدسات في المؤسسة، عند تفقدهم لمقبرة مأمن الله بعد وصول أنباء عن اعتداءات جديدة تقع على مقبرة مأمن الله، للمشاهد المروعة ولحجم الجرائم التي ترتكبها أذرع المؤسسة الاسرائيلية في وقت واحد".
واستطاع طاقم "مؤسسة الاقصى" تخطي الحواجز والجدار الحديدي العالي، المنصوب حول الموقع لإخفاء الجريمة، ليوثق "جريمة الاحتلال" بالرغم من محاولة الاعتداء على الطاقم من قبل حراس الموقع ومنعه من التصوير.
واضافت: وفي وسط المقبرة من الجهة الجنوبية ، وفي الجزء الذي حولته المؤسسة الاسرائيلية الى متنزه وحديقة عامة ، شرعت شركة "موريا" الاسرائيلية- التابعة للبلدية العبرية في القدس- ببناء مقهى على جزء من المقبرة على مساحة نحو دونمين، وفي الجهة المقابلة، اتخذت هذه الشركة وشركة أخرى جزءاً من المقبرة مخزناً للمعدات والادوات الانشائية،حيث تقوم هذه الشركات بأعمال ترميم في رصيف الشارع المجاور، وخلال أعمال التخزين والانشاء تم العبث في مدافن جماعية موجودة بالجوار في حدود المقبرة، مما ادى الى هدم أجزاء من هذه المدافن وطمرها بالتراب، وفي نفس الوقت فقد تم تكسير وتهشيم عدد من شواهد القبور المتوزعة في أنحاء متفرقة مما تبقى من أرض المقبرة .
واعتبرت "مؤسسة الاقصى" هذه الاعتداءات المجتمعة جرائم كبرى ترتكبها المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها التنفيذية ، تُضاف الى الجرائم المتتابعة التي ارتكبتها وما زالت بحق المقبرة منذ عام 1948م، حيث اقدمت على جرف وتدمير أغلب القبور في المقبرة، والتي كانت تبلغ مساحتها نحو 200 دونما، وحولتها الى حديقة عامة، يمارس فيها اعمال الرذيلة، وشرب الخمر، كما وقامت بتمرير شبكة المجاري والمياه والكهرباء وشق الطرق ، وفي هذه الاثناء تقوم بأعمال تمهيدية وانشائية لاقامة ما يسمى بـ" متحف التسامح"، والتي أدت الى نبش آلاف القبور وتهشيم رفاتها ، وختمت المؤسسة بيانها بأن هذه الجرائم ترتقي الى جرائم دولية بحق الأموات والمقدسات والتاريخ والحضارة.