أرض كنعان - غزة /
أجمع متحدثون من فصائل فلسطينية، يوم الاثنين، على أن قرار إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة مرهون بموافقة الرئيس محمود عباس، وإصدار تعليماته المباشرة لترتيب البيت الفلسطيني.
وطالب هؤلاء، خلال ندوة سياسية بعنوان "إعادة تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني"، نظمها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الرئيس عباس بالإسراع بتفعيل المجلس الوطني، والبدء بتشكيل مجلس جديد.
وشارك بالندوة السياسية كلا من القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، والقيادي في حركة فتح أسامة الفرا، ومسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة.
إصلاح المنظمة
وأكد القيادي في حركة فتح أسامة الفرا أن منظمة التحرير الفلسطينية بحاجة إلى إصلاح كبير داخل مؤسساتها، بما يتضمن جميع الهيئات واللجان التابعة لها.
ودعا الفرا لضرورة أن تستعيد المنظمة دورها كمرجعية سياسية للكل الوطني، وأن يتم التفريق بينها وبين عمل السلطة الفلسطينية على أرض الواقع.
وبيّن الفرا أنه إذا لم تجري انتخابات تشريعية بالضفة وغزة والقدس؛ فلن يكتب النجاح للمجلس الوطني، لاعتماده على أعضاء المجلس التشريعي بصورة أساسية.
وشدد على ضرورة إجراء المصالحة الفلسطينية قبل تشكيل مجلس وطني جديد، مضيفًا "نريد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني تؤسس لعمل مؤسساتي لمنظمة التحرير واللجان المختلفة".
جهوزية حماس
من جهته، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن توصيات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ستبقى عامة؛ ما لم يتم تحديد موعد محدد لعقد دورة جديدة للمجلس.
وأكد رضوان جهوزية حركته للاستمرار بالمشاركة في اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، مشددًا على أهمية احترام التوصيات التي صدرت عن اللجنة، والبدء بإجراءات عملية لتشكيل مجلس وطني جديد يشمل الكل الفلسطيني.
وذكر رضوان أن المجلس الوطني سيبقى معطلاً؛ ما لم يتخذ الرئيس محمود عباس قرار البدء بتشكيل مجلس وطني جديد وتفعيل منظمة التحرير بكافة هياكلها.
وأضاف "لا يمكن لحماس أن تشارك بمجلس وطني بشكله الحالي، وهناك برنامج سياسي لا يمكن أن توافق عليه حماس؛ طالما لم يعدّل وفق اجماع الكل الفلسطيني".
"عقلية تفردية"
بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن حالة التفرد بالقرار السياسي للرئيس محمود عباس تحول دون تطبيق الاتفاقات الموقعة مع الفصائل الفلسطينية بما يتضمن الدخول إلى منظمة التحرير.
وقال: "ندرك جميعًا أهمية انعقاد المجلس الوطني وإعادة تفعيل منظمة التحرير؛ لكن الأزمة تكمن عند الرئيس محمود عباس، هو لا يريد".
وأكد شهاب جهوزية حركته وحماس للانخراط داخل منظمة التحرير؛ لكن ببرنامج جديد، دون العقلية القديمة لها ولبرنامجها السياسي.
وأضاف "ليس من المعقول أن يفرض برنامج مفاوضات على الجميع"، متسائلًا "هل هي منظمة تحرير أم منظمة تفاوض؟".
وأكد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى توافق ومصالحة، وتغيير العقلية القديمة لمنظمة التحرير؛ "لأن طريق المفاوضات لم يحقق أي تقدم ملموس للقضية الفلسطينية".
إلغاء أوسلو
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة إن قرار تفعيل المجلس الوطني وإصلاح مؤسسات منظمة التحرير بيد الرئيس عباس.
ودعا الثوابتة الرئيس عباس للاستجابة لمطلب الفصائل بإصلاح منظمة التحرير وإلغاء اتفاقية أوسلو، "وهي المطالب التي عليها إجماع وطني".
وأضاف "المؤسسة الفلسطينية معطلة منذ 20 عامًا. نحن أمام قوى أساسية بالساحة الفلسطينية ستكون جزء من المؤسسة وهي حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ ولن يكون الحديث عن مجلس وطني جامع إلاّ بانخراط هذه القوى داخله".
ولفت الثوابتة إلى أن المخرج من المأزق الفلسطيني وحالة الانقسام تكمن بإعادة صياغة منظمة التحرير من جديد؛ لتصويب البوصلة ووضع خارطة طريق واضحة لها.
وبدأت اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني، مطلع يناير الجاري، اجتماعاتها في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، للبحث في كيفية إعادة تشكيل وصياغة المجلس؛ بما يشمل التمثيل الحقيقي للفصائل والإصلاح الإداري والمالي والتوافق على مكان عقده.