أعلنت وزارة السياحة والآثار في الحكومة بغزة، عن اكتشاف موقع اثري جديد في منطقة أصلان غرب مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتم الاعلان عن الموقع المكتشف خلال مؤتمر صحفي عقده وزير السياحة والآثار في الحكومة، المهندس علي الطرشاوي، والوكيل المساعد للوزارة الدكتور محمد خلة، وعدد من العاملين في الموقع وموظفي الوزارة.
وأوضح الطرشاوي خلال انه تم اكتشاف أرضية فسيفسائية مميزة ومجموعة من القطع الأثرية، تم استخراجها من ذات المكان، مشيرا الى ان هذا "الاكتشاف يعتبر الأهم من نوعه منذ الكشف عن موقع تل رفح قبل ثلاثة أعوام".
وبين أنه تم الكشف عن الموقع يوم 29-8-2012 أثناء عمليات بناء لأحد المنازل في تلك المنطقة حيث تم تجريف المكان والحفر إلى مستوى أقل من مستوى الأرضية الحالية بحوالي مترين ما أدى إلى ظهور أرضية فسيفساء، والعثور على جمجمة بشرية في المكان.
واشار إلى أن طواقم من المختصين توجهوا وعلى الفور لدراسة الموقع، حيث تقرر إجراء حفريات للمكان لتوثيقه ومعرفة ماهية هذه المكتشفات.
وقال الطرشاوي: "الدراسات الأولية التي أجريناها على الموقع ترجح أن يكون المكان هو عبارة عن أرضية لكنيسة بيزنطية مندثرة، حيث كانت الظروف صعبة وقاسية في البداية إلا أن الوزارة قامت بتجهيز الأدوات والمعدات للقيام بهذه الحفرية، حيث بدأ العمل الفوري بالمكان وتمت إزالة الرمال عن الأرضية التي تم اكتشافها، وقد ظهرت صورة مبدئية لأرضية الفسيفساء تلك، وهي ملونة بالونين الأبيض والأسود، حيث كانت عبارة عن سجادة من مكعبات الفسيفساء الرخامية البيضاء، رُسمت عليها أوراق لشجرة توت، وهي من اللون الأسود".
وأضاف قائلاً: " إن ما تم الكشف عنه حتى هذه اللحظة حوالي 12 متر مربع أي بمساحة 3×4 متر مما يرجح بأنها أرضية لكنيسة كبيرة، وقد تم الكشف في مستوى يعلو أرضية الفسيفساء تلك على أرضية أخرى أحدث منها حيث دلت الدلائل الأولى على أنها قد تم عملها من مكعبات فسيفسائية كبيرة الحجم ومن اللون الأبيض فقط".
وبين وزير السياحة في الحكومة أهمية مدينة بيت لاهيا التاريخية قائلاً: " لا يخفى على أحد تاريخ مدينة بيت لاهيا الذي يعود إلى العهد الكنعاني، وتميزت بتخريجها للفلاسفة والمعلمين خلال العصر الروماني والبيزنطي، كما أنها من القرى الشهيرة التي ظهرت خارطتها على أرضية فسيفساء مادبا، وهي من القرى الفلسطينية التي تنتج أرضها أطيب أنواع الفاكهة منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا".
وأكد على أن وزارته تقوم بالحفاظ على المواقع الأثرية في غزة ضمن خطة منهجية راسخة وضعتها بمراحل عديدة بهدف تحقيق تنمية سياحية وأثرية مستدامة، ولخلق جيل فلسطيني واع بتاريخ وحضارة شعبة منذ أقدم العصور.
وقال" إننا اليوم نقوم باستجلاء تاريخ هذه الأرضية الفسيفسائية المكتشفة، كي نؤكد ونزداد إصراراً بأن تاريخ فلسطين هو تاريخ شعبها الفلسطيني وتاريخ أممها التي عاشت على أرضها وتنفست هوائها".