أرض كنعان_القدس المحتلة/قال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن سياسة هدم المنازل مستمرة منذ العام 67 وحتى اليوم، موضحاً أن الاحتلال على وشك الانتهاء من المراحل الأخيرة نحو تهويد المدينة المقدسة.
حيث تعرضت مدينة القدس المحتلة خلال الأيام الماضية لهجمة شرسة؛ بهدف تهجير أهلها المقدسيين الصامدين وتقليص وجودهم من خلال عملية هدم المنازل في ساعات الفجر الأولى دون سابق إنذار بحجة عدم الترخيص.
وأشار إلى أن أبعاد هذه السياسة بدأت تتضح شيئاً فشيئاً، وأن سلطات الاحتلال تتذرع بعدم وجود تراخيص في إطار انتهاجها لسياسة التهويد وأكبر دليل على ذلك هدم المنزلين في حي الصوانة الذي يندرج ضمن مشروع ما يسمى بـ"الحدائق التوارتية" التي أعلن عنها، وفق قوله.
وتوقع الحموري أن تشهد المدينة خلال المرحلة المقبلة المزيد من عمليات هدم المنازل لتنفيذ المشروع الصهيوني الخطير وخاصة في المناطق المحيطة به، مستذكرا ما تسمى منطقة "الحوض المقدس"، مضيفا أن الاحتلال بدأ بتنفيذ مخطط الحدائق التوراتية والمسارات اليهودية المؤدية إلى حائط البراق.
وقال إن عملية الهدم التي جرت في حي الصوانة تقع ضمن المسار اليهودي ليرتبط بمسار الحي الاستيطاني الجديد في جبل الزيتون الذي باتت معالمه واضحة، بحيث أصبح ممراً للجماعات الاستيطانية أيام احتفالاتهم اليهودية.
وأكد الحموري أن الخطة الأساسية للاحتلال هي تهجير المقدسيين من خلال انتهاج سياسة الهدم، ووفق الإحصائيات الصهيونية هناك 25 ألف منزل صدرت بحقهم قرارات هدم صادرة عن محاكم الاحتلال ويمكن تنفيذها باي وقت، حسب توقعاته.
ولم يخف الحموري مخاوفه من تنفيذ الاحتلال الهدم الجماعي وخاصة في سلوان، مؤكداً أن المسألة مسالة وقت فقط، مشيراً إلى ما صرح به رئيس الوزراء الصهيوني مؤخراً عن سعي حكومته لإخراج 200 الف فلسطيني من القدس إلى خارجها، وأن إحدى الوسائل لتحقيق ذلك هي سياسة الهدم.
وأضاف أن الاحتلال بدأ محاولاته في السيطرة على قطعة أرض خاصة تابعة لعائلة مقدسية في سنوات التسعينات بطريقة غير قانونية، مؤكداً أنه سيقام عليها مجمع استيطاني كبير لجمعية استيطانية.
ولم يستبعد الحموري أن يكشف الاحتلال المزيد من مخططاته التهويدية في القدس، مشيراً إلى إصدار محكمة "الصلح" الصهيونية قبل أيام أمراً يقضي بطرد ثلاث عائلات فلسطينية من ثلاثة عقارات تقيم فيها في منطقة الشيخ جراح، وتسليم هذه العقارات لليهود بحجة ملكيتهم لها وأن "العرب" احتلوها وتسللوا لها قبل حرب 1967.
وقال إن منطقة الشيخ جراح مستهدفة بغية بناء 280 وحدة استيطانية، معرباً عن اعتقاده بأن الفترة القادمة ستشهد تسارع في عملية الاستيلاء على منازل أخرى في المنطقة لتنفيذ المشروع الاستيطاني.
ورأى الحموري أن المطلوب إزاء ما يجري من تهويد في القدس هو صحوة عربية وإسلامية؛ لأن ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات لا يحتاج إلى دراسات فهي قدمت لمؤتمرات القمة والمهتمين في العالمين العربي والإسلامي حول احتياجات المدينة لمقدسة.