أرض كنعان_رام الله/أكد مثقفون فرنسيون أن الاستيطان المستمر في الأرض الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية، يشكل عقبة كبرى أمام الوصول إلى حل دائم يسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وشدد المثقفون الذين وقعوا بشكل متزايد على البيان الصادر الذي جاء عطفا على اجتماع سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس يوم السبت 16 نيسان الجاري، على أن الاستيطان غير قانوني بحسب القانون الدولي، وبشكل أكثر تحديدا المادة 94 من اتفاقية جنيف الرابعة، يمثل جريمة حرب من وجهة نظر اتفاقية روما التي شكلت ميثاق محكمة الجنايات الدولية.
وقالوا إن مبادرات التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت إشراف واشنطن أثبتت فشلها، لهذا فإن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي بحضور أعضاء الرباعية وبضعة دول أخرى جاءت لتحديد مصطلحات مرجعية لحل الصراع على أساس حل الدولتين.
وأوضحوا أنه "على هذه القواعد يستطيع الجانبان التفاوض على حل بدعم من مجموعة من دول عديدة تحضر المؤتمر وليس دولة واحدة فقط، وأن الذين يفضلون الحفاظ على الوضع القائم هم من أضعفوا هذه المبادرة، وذلك يعني إدامة الاحتلال العسكري الذي يمنع شعبا كاملا من تقرير مصيره."
وشدد في البيان على أن "المبادرة لفرنسية هامة جدا، باقتراحها حلا متوافقا مع القرارات المتعلقة بالأمم المتحدة والاتفاقيات الموقعة سابقا، مع الأخذ بعين الاعتبار نقاط التلاقي بين الطرفين، مؤكدين دعمهم لها باعتبارها تسير في الاتجاه الصحيح."
وقالوا إنه في غياب أي مفاوضات حقيقية فإن الشيء الوحيد الذي يتقدم بشكل فاضح هو الاستيطان، فعدد المستوطنين ارتفع من 270 ألف مستوطن عام 1993 إلى 700 ألف مستوطن اليوم، وهذا يعني مصادرة مستمرة وقاسية للأرض الفلسطينية، منوهين إلى ممارسات المستوطنين الذين يفلتون دائما من العقاب خاصة بحرقهم المنازل وعائلات فلسطينية أحياء كما حدث مع عائلة الدوابشة.
ونوهوا إلى أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي تعزز خلال الـ23 عاما الماضية، وأوضاع الفلسطينيين في تدهور متواصل، وأن مليوني فلسطيني في غزة محاصرون ما جعل معيشتهم غير محتملة.
وأكدوا أن اليأس الذي يعيشه الشبان في الضفة الغربية والقدس خاصة ممن تقل أعمارهم عن 20 عاما، دفعهم إلى طعن إسرائيليين رغم علمهم أنهم سيعدمون وهم ليسوا على علاقة بالمنظمات السياسية، حيث تشير الإحصائيات إلى مقتل 28 إسرائيليا و183 فلسطينيا منذ تشرين الأول 2015، فإلى متى سنراقب عاجزين!.
وكان مثقفون فرنسيون أصدروا بيانا صحفيا عقب لقائهم الرئيس عباس، خلال زيارته لفرنسا التي استمرت ثلاثة أيام، قالوا فيه "إن الوضع الراهن قاتل، والمبادرة الفرنسية تقدم فرصة للخروج منه، كونها تأتي وفقا لقرارات الأمم المتحدة، وتأخذ بعين الاعتبار أرضية مشتركة مقبولة للطرفين"، معلنين دعمهم لها.
يذكر أن بيان اليوم جاء عقب ارتفاع أعداد المثقفين الفرنسيين الداعمين للمبادرة الفرنسية ولما نتج عن اللقاء مع الرئيس عباس.