Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

المقادمة.. مكتبة العلوم المتحرّكة والصاروخ المدمّر

أرض كنعان/على وقع صواريخ M75، وعلى نغمات صافرات الإنذار بمدينة "تل أبيب" المحتلة، وعلى تاريخ كبير مكتظ بالتضحيات والعطاء، تمر الذكرى الثالثة عشر لهامة من هامات الوطن، ولعلم من أعلام فلسطين، سطر بوجوده فكر أمة، وأضاء برحيله مرحلة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تمثلت أبرز ملامحها بصاروخ المقادمة "75".

هو أكثر أفراد حماس تعذيباً وليس قادتها فقط، فلا يوجد عنصر أو قائد في هذه الحركة واجه من المعاناة ما واجهه الدكتور المقادمة، وبرغم ذلك كان صخرة في الصمود  سواء في التحقيق من قِبل الصهاينة في السجون، هكذا وصف القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي رحلة المقادمة داخل السجون.

إنه مفكر الحركة الإسلامية في فلسطين، وأحد الرجال الذين لا يشق لهم غبار، يتميز بنظراته الثاقبة وعزيمته التي لا تلين، وصموده الأسطوري، وعطائه اللامحدود، إنه الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة الذي لم يفكر يوما في نفسه، بل كان كل همه الدعوة وتحرير فلسطين وطن السماء، وأرض البقاء، فقدم لها كل العطاء، حتى رحل مع الشهداء.

ولادة المفكر

ولد الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة "أبو أحمد" عام 1950 في "بيت دراس"، هاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 1948م إبان نكبة وتهجير الشعب الفلسطيني.

عاش المقادمة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وتعلم في مدارس وكالة الغوث، وكان من الطلاب النابغين، وحصل على الثانوية العامة، والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية، وتخرج منها طبيباً للأسنان، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء، وخلال انتفاضة الأقصى انتقل للسكن في مدينة غزة بسبب تقطيع قوات الاحتلال أوصال قطاع غزة.

عطاء لا محدود

انضم المقادمة إلى جماعة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة أصبح أحد قادة الإخوان، وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.

شكّل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة "مجد" هو وعدد من قادة الإخوان، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة.

وفي عام 1984 اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات.

عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة، ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية وعمل طبيباً للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة.

وكان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع الاحتلال سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين، وإنهاء قضيتهم، معتبرا المقاومة السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية.

حياته الدعوية

نشط المفكر المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية خاصة بين شباب حماس الجامعيين، وكان له حضور جماهيري كبير.

ألّف الشهيد المقادمة عدة كتب ودراسات في الأمن داخل السجن وخارجه, منها :"معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، وكانت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين بعنوان "الصراع السكاني في فلسطين"، كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني".

اغتيال المفكر

في صباح يوم السبت 8/3/2003 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المفكر الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة بإطلاق خمسة صواريخ باتجاه سيارته التي كانت تسير في شارع "اللبابيدي" بالقرب من مقبرة الشيخ الرضوان بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده وثلاثة من مرافقيه وإصابة عدد من المارة وطلاب المدارس بجراح.

وقد أجمع المعلقون العسكريون الإسرائيليون على أن الدور الكبير للمقادمة ليس فقط في تأثيره القوى في نفوس حركة حماس والشعب الفلسطيني، بل لكونه أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين نظروا لخيار المقاومة كخيار أخير وحيد واجب التعامل به مع دولة الاحتلال، ودافع عن هذا الخيار حتى يومه الأخير.