أرض كنعان - الدوحة /
عاد الخلاف على برنامج حكومة الوحدة التي يجرى البحث في تشكيلها خلال لقاءات الدوحة يطفو على السطح مجدداً، الأمر الذي قد يهدد بفشل تلك المباحثات.
ومن المؤكد أن إصرار كل طرف على برنامجه المختلف عن الآخر، يشكل عائقاً أمام أي اتفاق يمكن من خلاله أن يفضي لتشكيل حكومة وحدة، لا سيما وأن فشل جميع الاتفاقات السابقة تعود لذات السبب.
وترغب فتح في أن يكون برنامج أي حكومة يتم تشكيلها قائم على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وهو ما ترفضه حركة حماس.
وكان المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، قال إن دعوة حركة فتح إلى اعتماد برنامج منظمة التحرير كبرنامج للحكومة يناقض اتفاق المصالحة.
وأكد أبو زهري، في تصريح صحفي أمس السبت، أن حركة فتح تحاول فرض الشروط المسبقة بعيداً عن اتفاق المصالحة، وهو ما يضع علامات تساؤل كبيرة على مدى جدية حركة فتح لتحقيق المصالحة.
ودعا إلى وضع آليات حقيقية لتطبيق اتفاق المصالحة ودعم الانتفاضة وحل مشاكل غزة خاصة وأن الحكومة الحالية مارست سياسة التمييز والتهميش ضد غزة.
وبيّن الناطق باسم الحركة أن الحكومة الحالية تورطت في تجويع أكثر من أربعين ألف عائلة فلسطينية في سابقة خطيرة عدا عن قيام قيادة فتح بفصل عدد من وزراء التوافق واستبدالهم بوزراء من حركة فتح، داعياً إلى توفير علاج حقيقي لهذه المشاكل وغيرها ضماناً لنجاح الجهود الراهنة، على حد قوله.
فيما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
ونفى محيسن في مساء أمس السبت، وضع حركته أي شروط تسبق اللقاءات المنوي عقدها بالدوحة اليوم الأحد، قائلاً:" لم نضع شروط مسبقة ولن نذهب لعقد اتفاق جديد، ولقاءات الدوحة تهدف للبدء بتطبيق اتفاق المصالحة وفق آليات محددة".
وأضاف أن تصريحات حركة حماس عن برنامج الحكومة تستبق اللقاء المزمع عقده بالدوحة بهدف إبقاء الانقسام، مبيناً أن هناك أكثر من رأي داخل "حماس" بعضها يريد إنهاء الانقسام وآخرون يريدون بقائه.
وختم محيسن قائلاً:" لا نريد أن نستبق اجتماعات الدوحة، ننتظر لنرى ماذا سيدور هناك".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم أبراش أن تصريحات الحركتين تأتي ضمن حالة "التشذب والجذب" التي تسبق أي عملية تفاوض، مبيناً أن كل طرف يحاول أن يُعلي سقف مطالبه ضمن شروط قد تبدو تعجيزية من أجل الوصول نهاية المطاف لشيء يُرضه.
وأكد أبراش ، أن الاتفاق على برنامج الحكومة هو أساس نجاح أي اتفاق بين فتح وحماس، مشيراً إلى أن سبب فشل جميع الحكومات التي تم تشكيلها برضي الطرفين يعود لعدم الاتفاق على البرنامج السياسي.
وأوضح أنه لا يمكن لأي حكومة السير على برنامج سياسي يتناقض مع برنامج منظمة التحرير، مرجعاً ذلك إلى أن السلطة بجميع مؤسساتها قائمة على ذات البرنامج.
وقال أبراش" ليس شرطاً أن تلتزم الحكومة بحذافيرها ببرنامج منظمة التحرير وإنما يمكن الاتفاق على برنامج يكون قريب من برنامج منظمة التحرير حول القضايا الإستراتيجية والكبرى".
وعن تفاؤله بنجاح لقاءات الدوحة، أشار أبراش إلى عدم وجود حالة تفاؤل لدى عامة المواطنين بشأن نجاح تلك اللقاءات، مضيفاً " الموضوع ليس بهذه السهولة فحتى لو قدمت نجحت الدوحة في تقريب المواقف ننتقل لخطوة ثانية وهي مصر وإسرائيل هل ستقبلان بهذا الاتفاق؟ لذلك يجب أن لا نعلي سقف توقعتنا بنجاح اللقاءات".