أرض كنعان_وكالات/كشفت مصادر واسعة الإطلاع أن قيادة حزب الله اللبناني تدخلت مجددا على خط الوساطة بين حماس وإيران لإعادة العلاقات بين الجانبين رغم تحسنها قليلا في الأشهر الأخيرة الماضية.
وحسب المصادر، فإن الحزب الذي تدخل في شهر رمضان الماضي بالوساطة بين الجانبين وعقد لقاءات جمعت نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق مع مسئولين إيرانيين كبار في بيروت، عاد مجددا منذ أيام بإجراء اتصالات لعقد لقاءات مماثلة لحل الخلافات القائمة والتي تمنع زيارة خالد مشعل إلى طهران حتى الآن.
ووفقا للمصادر فإنه من المرتقب أن يتوجه أبو مرزوق في حال تم الاتفاق على نقاط الخلاف من خلال وساطة حزب الله، أن يتوجه إلى بيروت مجددا للقاء مسئولين كبار في الخارجية الإيرانية وممثلين عن الحرس الثوري الذي يقبع بعض ضباطه في لبنان تحت حماية الحزب للتنسيق في عملياتهما المشتركة داخل سوريا.
ويقدم حزب الله اللبناني دعما عسكريا محدودا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمثل في أجهزة اتصال وكاميرات مراقبة حديثة وأبراج خاصة بالاتصالات، بالإضافة إلى تقديم خبراته في مجالات عسكرية متعددة منها طائرات بدون طيار وغيرها. وقد تفلح جهوده مجددا بتقريب وجهات النظر بين حماس وإيران كما فعل ذلك في شهر رمضان الماضي.
ويدعم نائب زعيم الحزب نعيم قاسم تلك الجهود بقوة وهو أول من بدأ خطوات الاتصال السابقة بين الجانبين لإعادة فتح العلاقات، كما أنه حاول أن يفعل ذلك مع حركة الجهاد الإسلامي بإجراء وساطة مع الجانب الإيراني لاستئناف الدعم للحركة إلا أن تعنت إيراني تجاه الحركة لأسباب مختلفة لم يفلح تلك الجهود.
وتقول المصادر أن حماس وخاصةً زعيمها خالد مشعل يحاول منذ أكثر من شهر تجنب إعادة العلاقات مع إيران إلى ما كانت عليه سابقا بسبب الخلافات مع السعودية باعتبار أن جميع الدول السنية وقفت معها ولا يريد المغامرة بموقف لصالح طهران قد تدفع الحركة ثمنه فيما بعد خاصةً وأن الحركة تتلقى دعما من جهات سنية غير رسمية في دول الخليج ومنها السعودية ولا ترغب الحركة بفقدان كل مصادر الدعم.
وتجد حماس نفسها أمام خيارات صعبة في ظل الخلافات التي تشهدها المنطقة والإقليم بشكل عام، ما يضعها أمام تحدٍ كبير في تحديد خياراتها.
وبحسب مصادر من الحركة أن قيادة المكتب السياسي تفضل أن لا تتدخل في أي خلافات وأنها تنظر للوضع الحالي باتفاق كافة مؤسساتها الداخلية على أن تبقى محايدة دون أن تحسم موقفها بالوقوف مع طرف ضد آخر حفاظا على المصالح العامة النابعة من حساسية وتأثير الدخول في حسابات التحالفات على واقع الحركة والقضية الفلسطينية.
ووفقا للمصادر، فإن هناك إجماعا داخل الحركة على عدم التدخل في الخلافات والوقوف إلى جانب أي طرف، وأن الحركة سترحب بأي دعم للقضية الفلسطينية من أي طرف كان دون أن يكون ذلك على حساب اتخاذ مواقف سياسية تفرق بين دول الجوار أكثر مما تجمع بينهم.