أرض كنعان _ ألاء ضياء حسن
جسد لطفل يحمل رأس شاب هذا ما التقطته عيناي في زيارة لا تجمع إلا اثنان لا ثالث لهما.
الشاب محمد يونس الدلو البالغ من العمر عشرين عاماً هو صورة لألبوم يجمع الكثير منهم.
فمن الميلاد بدأت المعاناة لطفل حكم القضاء عليه أن يعيش تحت وطأة مرض الضمور العام في العضلات ليكبر عاماً بعد عام و يرى نفسه مختلفاً عن البشر ليس باستطاعته أن يلعب كما يلعبون أو حتى يصفق مثلهم .
هنا يتوقف أمامهم ليدرك أنه كغيره بواجبات وحقوق الأولى عليه أما الثانية مقيدة لا لشيء سوى الإعاقة
فمع صباح كل يوم كان عليه الذهاب إلى مدرسة ابن سينا الابتدائية وفي داخل حجرة الدراسة إما قراءة أو كتابة
عند القراءة فاللسان ثقيل كأنه المقيد وإن أمر بالكتابة القلم متعبه وكم من مرة سمع أحدهم ضاحكا مستهزئاً ومشيراً إليه
وبالرغم من هذا كله لم يعرف الدلو طريقاً سوى التحدي ليصل إلى الثانوية العامة بموجة أمراض تكاتفت عليه لتردي به طريحاً في مستشفى الشفاء الطبي فترة تنهي بها أمل محمد في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة و ترجعه بذاك إلى عتبة الثانوية قرب الانتهاء
وتبدأ العزلة لا يريد أن يسمع ولا يرى و يكتفي بالطعام والشراب متخذا من الرسم والمطالعة أنيساً له في وحدته رافضا العديد من المحاولات التي مدت يد العون له إلا أن الصديق لم ييأس ولو لمرة حتى كتب له السماح
أحمد البنا يبقى الزائر الوحيد فترة من الزمن إلا أن مجيء فريق مبادرون دوماً الذي احتضنه للزيارة رغم الرفض والإصرار من كان له الفضل في بث روح الحياة فيه بعد قضاء ثلاث سنوات من الأسر الذاتي ليخرج لنور الشمس متحدياً المجتمع بأنه القادر فما عادت موهبته الحبيسة وبرسومات “الأنمي” سيثبت من يكون
لم يكتفي بعد فالمشاركة أصبحت غايته يذهب هنا وهناك يحمل رسالة أراد إيصالها
ليصل بالجميع أن يراه في مركز الوفاء لرعاية المسنين بمدينة الزهراء حاملاً الورود والحلوى مهنئاً كبار السن بعيد الأضحى المبارك
صوب عيناهم أدهشهم كيف استطاع ؟؟ وما الذي أتى به ؟؟؟