أرض كنعان/ سلفيت/ توفي طفلان اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من قيام فريق جراحة إسباني، بعمليتين جراحيتين لهما إثر معاناتهما من تشوهات خلقية (ليسا شقيقين) وذلك في مستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت الحكومي بالضفة الغربية.
وحول التفاصيل، يقول جد احد الطفلين ايهم بدر نصري من قرية قيرة قضاء سلفيت، في حديث لصحيفة القدس، "انهم تلقوا دعوة من احدى الجمعيات الخيرية لاجراء عملية لاحد اطفالهم الذي يعاني من تشوه خلقي (الشفة الأرنبية) وضعف بالقلب، يقوم باجرائها فريق اجنبي مختص في مستشفى سلفيت الحكومي".
وأكد جد الطفل أيهم أنه تم اخبار الاطباء بما يعاني منه الطفل من تشوهات خلقية.
واوضح جد الطفل أن أيهم ادخل في حالة جيدة، وقد تم اخبار والده ان العملية بسيطة لا تتعدى ساعة من الزمن، وادخل صباح امس الاثنين الى المستشفى وتم تصويم الطفل لمدة 7 ساعات ودخل الى غرفة العملية، الا انها استمرت لـ 5 ساعات، ومن ثم تم نقله الى مستشفى رفيديا في نابلس عند قرابة منتصف الليل، وفارق الحياة هناك".
واكد جد الطفل، "ان ما جرى لطلفه يتحمل مسؤوليته المستشفى والفريق الطبي، مشيرا الى انه سيقوم برفع دعوى قضائية على وزارة الصحة، خاصة ان العملية كانت بسيطة ولا تؤدي الى الوفاة".
من جهته، أكد مدير عام مستشفيات وزارة الصحة د. محمد ابو غالي لـ صحيفة القدس ، أن فريقا طبيا اسبانيا مختصا وصل الى فلسطين للقيام بعمليات جراحية معقدة، بالتنسيق مع احدى الجمعيات ووزارة الصحة، واثناء اجراء هذا الفريق للعمليات، توفي طفلان".
واوضح أن الطفل أيهم كان يعاني من تشوه خلقي ومشكلة بالقلب، واثناء العملية ضعفت عضلة القلب واخضع لعملية إنعاش للقلب، وفتح قناة للتنفس لوجود مشكلة بالتنفس عند الطفل، وجرى نقله الى مستشفى رفيديا وفارق الحياة هناك.
وحول الطفل الاخر، قال ابو غالي إن الطفل الآخر وهو من مدينة جنين، وكان يعاني أيضا من تشوهات خلقية بالفك والكلتين والقلب، واثناء العملية تبين وجود كيس من البول فوق الكلية، مع تلف كامل بالكلية، وتم ازالة الكيس بنجاح، وتم نقل الطفل وهو بحالة جيدة، إلا أنه بعد الساعة 12 ليلا ساءت حالة الطفل وتوفي.
وأضاف: "هاتان العمليتان اللتان اجريتا للطفلين خطرتان، خاصة في ظل وجود تشوهات خلقية لديهما".
واوضح ان وزارة الصحة شكلت لجنة تحقيق للوقوف على أسباب ما جرى، مؤكدا ان الفريق الطبي متخصص وعريق ومعروف على صعيد عالمي.
وقال ابو غالي "ان وزارة الصحة تقوم بالتأكد من الوفود الطبية القادمة من الخارج وطلب الشهادات الرسمية التي تثبت خبرتهم".
واكد اطباء، ان "الشفة الارنبية" من السهل علاجها جراحيا ونسبة نجاح العملية عالية جدا، خاصة إذا ما تمت العملية بعد الولادة أو خلال السنوات الأولى من حياة الطفل.
ورفضت ادارة مستشفى ياسر عرفات التعليق على ما جرى، مكتفية بالقول "ان وزارة الصحة هي المخولة بإعطاء أي تفاصيل أو تصريحات حول الحادثة".
وكانت عائلة الشاب صهيب عبد الله (18 عاما)، من بلدة بروقين غرب سلفيت الذي توفي في مستشفى سلفيت، اتهمت المستشفى الشهر الماضي بالتسبب بوفاة ابنهم بعد ان دخل لاجراء عملية ازالة كيس شعر اسفل ظهره.
يذكر ان الشفة الارنبية تشوه خلقي ناجم عن النمو غير الطبيعي في وجه الطفل أثناء فترة الحمل.