اتشحت غزة ثوب الحزن والسواد على وداع شهدائها الذين سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي الغاشم، ، فقد أسفرت موجة الصدام بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال عن استشهاد 16 فلسطينيا، وجرح 120 آخرين في غارت متفرقة، في وقت أعلنت فيه " اسرائيل" عن مقتل ثلاثة اسرائيليين في " كريات ملاخي"، واصابة العشرات في قصف المقاومة الفلسطينية للمدن الاسرائيلية.
وبحسب موقع " يديعوت أحرنوت" فإن مدينة تل الرابيع وضواحيها أصبحت في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينة، فقد ذكر الموقع الالكتروني أن القصف تسبب في تعطل شبكة الاتصالات، علاوة على اغلاق المقاهي والمطاعم، وخلت الشوارع من المارة في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرب الخليج 1991م.
ودفعت الصواريخ الفلسطينية آلاف الاسرائيليين للنزول إلى الملاجئ بعد أن أصيبوا بحالة من الذعر والهلع، وعلقت المدارس في المدن الاسرائيلية التي تحيط بغلاف غزة لليوم الثاني على التوالي، كما أعلنت اسرائيل اغلاق مطار بن غوريون في مدينة اللد المحتلة، ودوت صفارات الانذار في عشرات المدن الاسرائيلية منذ التصعيد الاسرائيلي على غزة.
وفي خطوة تضامنية مع شعب غزة قرر رئيس الوزراء المصري هشام قنديل زيارة القطاع غدا، وتحمل الزيارة في طياتها رسائل هامة إذ أنها تعد رسالة تضامنية لشعب غزة المناضل وحكومة حماس التي تدير شئون القطاع، وهي بمثابة رسالة تحذيرية إلى قادة الاحتلال الاسرائيلي بقطع العلاقات مع مصر إذا استمرت " اسرائيل" في عدوانها السافر على القطاع، كما أنها رسالة لدول الربيع العربي والعالم الاسلامي بالتحرك الفوري لنصرة غزة فقد تغيرت المعادلة بعد سقوط الأنظمة الموالية " لاسرائيل" ، وأصبح بمقدور الشعوب الضغط على صناع القرار في بلدان الربيع العربي.
وكانت مصر قد استدعت سفيرها من " تل أبيت"، و دعت إلى عقد جلسة في الأمم المتحدة، واجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية.
ويستبعد المراقبون أن يقدم الاحتلال الاسرائيلي على شن حرب برية خشيةً من السقوط في مستنقع غزة، فالمقاومة الفلسطينية تمتلك وسائل ردع بخلاف ما كانت عليه في حرب 2008م، فالصواريخ الفلسطينية تدك الآن مدن اسرائيلية كانت بمنأى عنها في الفترة الماضية.
من جانب آخر فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يرتكب حماقة في شن حرب برية على القطاع المحاصر، فهو يدرك جيدا حجم الخسائر التي ستلاحقه،علاوة على أنه لن يحقق قوة الردع المطلوبة، وستستمر الصواريخ الفلسطينية بالتساقط على المدن الاسرائيلية، وسيثور الرأي العام الاسرائيلي ضده، مما سيؤدي إلى خسارته في جولة الانتخابات المقبلة.