Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره

إحسان الفقيه تكتب : كان لابد لهذا الرجل أن يموت ..!!!!

بل كان لا بدّ له أن يموت شهيدا وهو الذي صنع التاريخ وحوّل مجراه ... وكان لابد له ان يموت شابّا -كذلك - فقد كان غريبا عن طبيعة المجتمع فهو الكلمة التي سبقت وقتها ولا أدري إن كان قد آن أون تلك الكلمة ام ليس بعد؟؟

-ليس للعظمة مقياس ... فقد يكون العظيم فاتحا او زعيما .. سياسيا او مُربيا روحيا .. ولكن أجدر العظماء بالخلود: "هم الذين يبنون الأمم وينشئون الأجيال ويغيرون مجرى التاريخ "..

و بعيدا عن المبالغة والتهويل وبعيدا عن تقديس الأشخاص فقد جمع الله في "حسن البنا" ما تفرق بين العلماء من الخصائص والسمات.. تلقى تربية روحية في صباه وامتاز بذكاء خارق وذاكرة قوية عجيبة

وجمع بين الإحاطة بالتراث الإسلامي والإلمام بالواقع - وكم نحن بحاجة الى مثل تلك الطريقة للتعاطي مع فظاعات المحيط وتناقضات الاحداث..!!!

كانت حالة الإسلام تؤرقه وهو شابّ فتيّ يتنكّر لاهتمامات الأتراب والصبيان بل كان كلّ همّه مُنصبّا على دينه وأمته حتى أدرك بدقة مواطن الداء وأعد لها ما يُناسب من الدواء ..

وساعده على ذلك معرفته الواسعة الدقيقة بالنفس الانسانية والسنن الكونية والمجتمع والعلاقات البشرية وقد كان خطيبا مفوها *(يوجد خطب بصوته على يوتيوب بالمناسبة)* و كان إذا تحدث دخلت كلماته القلوب قبل العقول ولا حاجب بين قلب المُتلقّي -حسن النية- وعقله في حضرة كل ذلك الصدق والمنطق والقوّة والحق ...!!

* ذاك الشاب المصري البسيط الذي كتب للعالم الاسلامي صفحة جديدة من تاريخه لم يكن من حملة الشهادات العليا بل كان معلما ابتدائيا بسيطا .. لكن الله حباه بخصائص العظماء ومناقب الصالحين فكان له قلب الزهاد وعقل النوابغ وفراسة العارفين ونشاط المصلحين وسمات المُلهمين ..

- يقول عنه المفكر الاسلامي مالك بن نبي -ومالك بن نبي مُفكّر جدير ايضا بالقراءة- يقول عن حسن البنا رحمه الله:

(اذا كان الله قد اتاح لذلك الزعيم ان يؤثر تأثيرا عظيما في سامعيه فذلك لانه لم يكن يفسر القرآن بل كان يوحيه في الضمائر التي يزلزل كيانها.. فالقرآن لم يكن على شفتيه وثيقة باردة او قانونا محررا بل كان يتفجر كلاما حيا ونورا أخاذا يتنزل من السماء غضا طريا فيضئ ويهدى)..

- ويقول الشيخ الغزالي رحمه الله :

( كنت وما زلت تلميذا لحسن البنا اذكر دروسه واترسم خطاه وأفيد من تجاربه وانا مستبشر بدعائه لي ورضاه عني .. ونظرتي اليه انه قمة من قمم الفقه الاسلامي الذي امتاز عن غيره بخاصية فريدة لم تُتح لغيره منها الا القليل وهي خاصة تأليف الرجال والاستيلاء على أفئدتهم وغرس علمه في شغاف قلوبهم .. انه من بُناة أمّتنا الفقيرة الى الرجال بل هو بلا ريب مجدد القرن العشرين.. ) ..

*ادّعاءات الخصوم وأكاذيبهم ...

- لقد صنع البنا في عمره الصغير اكبر الجماعات الإسلامية في القرن العشرين وترجم الشعارات التي نادى بها أعمالا وسلوكا وأخلاقا وحقا وقوة.. وعاش كالجبل الأشمّ الشامخ الذي تحطّمت على صخوره كل الأكاذيب والادعاءات والأحقاد والمؤامرات فقد قالوا عنه :

انه انحرف بالدين عن السياسة وكان هدفه الاستيلاء على الحكم .. 
وقالوا عنه انه متعصب وديكتاتور 
وقالوا انه كوّن الجماعة في الاسماعيلة بإيعاز من إنجلترا 
وبعضهم قال انه وهابي وصنع للجماعة فكرا صحراويا مُتطرفا 
وانه قبّل يد الملك عبد العزيز و أن احمد السكري هو المؤسس الحقيقي للجماعة وان حسن البنا سرقها منه وقالوا وقالوا وقالوا ... وما اسهل الاتهام وما اصعب الاثبات ...

ولكن من السهل جدا على أي قارئ او مستمع فضلا على أن يكون باحثا ان يكتشف ان هذه الادعاءات تفتقر إلى الحد الأدنى من الموضوعية والعلمية وأخلاقيات وأدب الحوار فضلا عن الدليل الدامغ المقنع ( .. والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر) ..

تلك الادعاءات الكاذبة يجيبنا عليها هو نفسه رحمه الله في إحدى رسائله فيقول:

-(ان طريق الدعوة ليس مفروشا بالورود بل هو مفروش بالأشواك مضرج بدماء الشهداء الأبرار تتنازعنا عن يميننا وشمالنا أشلاء ضحايا البطش والقهر والعدوان كما قال الإمام ابن القيم :

( يا ضعيف العزم : طريق الدعوة تعب فيه آدم وناح به نوح وتعرض للنار إبراهيم وللذبح إسماعيل ونشر بالمنشار زكريا وقطع رأس السيد الحصور يحيى )

- إن العقبات ستكون طريقنا وسيقف جهل الشعوب بالإسلام عقبة في طريقنا وسنجد من اهل التدين –ومن بعض علماء الازهر – من يستغرب فهمنا للإسلام وينكر علينا الجهاد في سبيله وسيحقد علينا الرؤساء والزعماء وستقف في وجوهنا كل الحكومات على السواء وسيتذرع المستعمرون بكل طريقة لإطفاء نور الدعوة وسيثير الجميع غبار الشبهات وظلم الاتهامات وسيحاولوا أن يلصقوا بنا كل نقيصة وعيب ويظهرونا للناس في أبشع صورة معتمدين على قوّتهم وسلطانهم وأموالهم ونفوذهم ...

وبذلك سندخل في دور التجربة والامتحان وسنُسجن ونُقتل وتصادر اموالنا وتعطل مصالحنا وقد يطول الامتحان ولكن الله وعدنا بنصرة ومثوبته للعاملين المحسنين )!!! انتهى كلامه رحمه الله.

فهل بقي بعد ذلك من دليل على بصيرته النافذة ونورانية قلبه ورجاحة عقله وصفاء روحه والفهم المشرق الواسع ومجموع الصفات التي خفقت أعلامها فوق رأسه وكل ذلك بفضل من الله وإلهاما وتأسيا على خطى الحبيب رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم ؟؟ !!!

-كان لله بكل كيانه فاجتباه الله وجعله من سادة الشهداء الأبرار !!

*سنستمع الى الكاتب الامريكي (روبير جاكسون ) في مقالته (حسن البنا الرجل القرآني ) حيث يُحدثنا بعد اغتيال الشهيد فيقول:

(قُتل البنا وكان مقتله شبيها بمقتل الحسين .. لم يصلي عليه الا والده فقط وحملت جثمانه النساء ولم يمشي خلف موكبه احد لسبب بسيط أنهم كانوا جميعا خلف الأسوار ...!!

لقد نقل الرجل بعد أن اسلم الروح إلى بيته ومنع أهل البيت من إعلان فجيعتهم!!
لقد كان الرجل يُدهش العالم في حياته فلا بُدّ أن يُدهش الدنيا بختام حياته )...!!

أيّها القارئ الكريم ..

- ذلك هو مؤسس حركة الإخوان المسلمين المعاصر الإمام الشهيد حسن البنا لا ندّعي له العصمة ولا نُحيطه بالقداسة ولكنه رحمه الله يمتلك من الصفات والفضائل و خصال الصلاح والنبوغ والعبقرية والطيبة والقوّة والصرامة والعدل.. قلما تجتمع في شخص واحد ..!! وذلك لا يكون الا لمن اختاره الله ليجدد للأمة دينها ...

ولو أنصف الناس لأعلنوا أن ثبات جماعته وجهادهم من بعده رغم كل تلك المحن ورغم كل الكوارث والعراقيل والاعتقالات والاعدامات والتنكيل والتضييق والتشويه والتشكيك والتخوين وابواق الاعلام الشيطاني الدامي عبر العقود الماضية .. إنما هو بفضل الله تعالى ثم بفضل الشجرة المباركة التي غرسها والتربية الراسخة المتكاملة التي أبدعها .. رحمه الله رحمة واسعة وأجزل مثوبته والهم خلفاءه حُسن السير وإتمام الرسالة التي بدأها .. ولا ملائكة على الأرض ...